الحسن بن علي بن أبي طالب الحسني المقري ، أبو عبد الله اليمني ، روى عن أبيه ، عن جدّه ، وعنه ولد أخيه الهادي للحق يحيى بن الحسين وصنوه عبد الله ابن الحسين ، وولده عبد الله بن محمّد وطاهر بن يحيى بن الحسين ، كان بمعز ، ثمّ انتقل إلى اليمن ، قال القاسم بن علي العياني ( عليه السلام ) : كان من أورع أهل زمانه ، وكان إذا تكلّم لم يتكلّم أحد من أولاد علي بن أبي طالب إلاّ بعد كلامه ، وكان يتنزّه عن أكل أرزاق السلطان ، وعن كثير ممّا يأتي من العوام ، ويتورّع عن ذلك كلّه ، وعن الحسين بن القاسم قال سمعت أبي القاسم بن إبراهيم يقول : صحبت الصوفية أربعين سنة ، ودرتُ الشرق والغرب ، ولم أرَ رجلاً أكثر ورعاً من ابني محمّد ، وكان قد باع من الله نفسه ، فخرج إلى الحيرة هو وأخوه سليمان ، فنزل على أشهب بن ربيعة صاحب العدن ، فبايعه وأخذ له بيعة كبيرة ، وكان له بيعة باليمن ، وأخذ له ابن الحروي بيعة بمصر ، وكتب إليه وهو بالحجاز يخبره بمن بايع له ، وبكثرة أنصاره ، فلم ير التخلّف بعد ذلك ، فخرج إلى مصر حتّى كان بالعد (١). ثمّ ورد عليه كتاب ابن الحروي يخبره أنّ جيوش بني العباس قد ضبطت البلد ، وأنّ كل من بايعه قد ذهب ونكث بيعته ، ولم يكن صحبه من الحجاز إلاّ شرذمة تقل عن مكافحة العساكر ، فرجع غير مختار للرجوع ، وكانت له بيعة بطبرستان ، وبيعة بكرمان ، وكان حريصاً مجتهداً على القيام غير متواني ، ولكنّه ( رحمه الله ) رأى ما أصل دهره بكثرة الغدر ، والإخلاف في كلّ أمر ، حتّى علت سنّه ولزمه مرض في ركبتيه ، فزال عنه فرض القيام عند ذلك ، قال : ولم يقم الهادي ( عليه السلام ) حتّى آل عمّه محمّد ابن القاسم ( عليه السلام ) إلى الحال التي سقط عنه معه فرض القيام ، وكان قيام الهادي ( عليه السلام )
____________
١ ـ كذا في المخطوطة.