الدوّار : وكذلك وقع في زمن الناصر لدين الله محمّد بن علي بن محمّد ( عليه السلام ) في الهجرة اليحيويّة من بعض من يبغض أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ويميل إلى المذاهب النشوانيّة ، ثمّ قال : وأجاب عليه حي الوالد السيد الإمام جمال الدين الهادي بن إبراهيم ( رحمه الله ) بكتاب سمّاه ( نهاية التنويه في إزهاق التمويه ) ووضع عليه الإمام الناصر ( عليه السلام ) خطه واستجاده ، وأثنى على مؤلّفه ، وشهد له بالحق والتحقيق فيما قاله وأفاده ، وكان ( رحمه الله تعالى ) قد نظم جميع مقالات النشوانية في قصيدة بليغة ، ذكرها في أوّل هذا الكتاب ، وجعله شرحاً لها ، وساق فيها جميع ما قدموا به على أهل البيت ( عليهم السلام ) فمنها ما تعرّضوا له من القدح في الأسانيد ، ثمّ ذكر بعض الأبيات من القصيدة ، ثمّ قال : وفي شرح هذه الأبيات ما يشفي غلّة الصادي ، ويشرح صدور الأولياء ، ويكبت الأعادي (١).
ونسبه إليه ابن أبي الرجال في مطلع البدور (٢) ، والشوكاني في البدر الطالع (٣) ، والمؤيّدي في التحف شرح الزلف (٤) ، وغيرهم (٥).
قال الأكوع في هجر العلم : نهاية التنويه في إزهاق التمويه ، شرح بها قصيدته المعروفة التي مطلعها :
أفاول غي في الزمان نواجم |
|
وأوهام جهل بالضلال هواجم |
وقد ردّ بها على ابن سكرة العبّاسي ; لتعرّضه للطالبيين بشيء من القدح ، وكان تأليفه لهذا الكتاب سنة ٧٨٩ هـ ، وقد خمّس أحمد بن سعد الدين
____________
١ ـ الفلك الدوّار : ٧٥.
٢ ـ مطلع البدور ٤ : ٢٢١.
٣ ـ البدر الطالع ٢ : ١٧٤.
٤ ـ التحف شرح الزلف : ٢٠١.
٥ ـ انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.