معه ( عليه السلام ) في آخر ولايته نغائص أوجب تقلّص ولايته عن أكثر البلاد ، وارتحل آخراً إلى الظفير ، ثمّ عمي ، وقيل : إنّه ردّ بصره ( عليه السلام ) ، ولمّا دخلت سنة خمس وستّين وتسعمائة كان فيها وفاته ، وذلك ليلة الأحد سابع شهر جمادي الآخر من السنة المذكورة ... ، وكان مدّة عمره سبع وثمانون سنة وأشهر منها مدّة خلافته إلى أن خرج من صنعاء إلى الظفير سنة أربع وخمسين وتسعمائة (١).
قال الحسين بن ناصر المهلاّ ( ت ١١١١ هـ ) في مطمح الآمال : وأمّا الإمام الكبير الخطير المتوكّل على الله يحيى بن شمس الدين ابن أمير المؤمنين المهدي لدين الله أحمد بن يحيى بن المرتضى رضوان الله عليهم ، فعلمه وورعه وزهده وفضله وإيثاره للآخرة أشهر من الشموس والأقمار ، وأظهر من النهار ، ثمّ قال : ولجدنا الشهير من الاختصاص به ، والوزارة له ما هو مشهور ، ثمّ ذكر وصيّته بتمامها (٢).
قال الشوكاني ( ت ١٢٥٠ هـ ) في البدر الطالع : الإمام المتوكّل على الله شرف الدين بن شمس الدين بن الإمام المهدي أحمد بن يحيى ، قد تقدّم تمام نسبه في ترجمة جدّه ، ولصاحب الترجمة اسمان : أحدهما شرف الدين ، وهو الذي اشتهر به ، والآخر يحيى ، ولم يشتهر به ، ولد خامس عشر شهر رمضان سنة ٨٧٧ سبع وسبعين وثمان مائة بحصن حضور ، ثمّ ذكر مشايخه ومرويّاته وبعض وقعاته وتواريخه ودعوته ، إلى أن قال : وأقام لاشغل له بغير الطاعات حتّى توفّاه الله ليلة الأحد ، وقت صلاة العشاء الآخرة ، سابع شهر جمادي سنة ٩٦٥ خمس وستين وتسعمائة ، ودفن بحصن ظفير ، ومشهده هنالك
____________
١ ـ طبقات الزيديّة ٣ : ١٢٣٢ ، الطبقة الثالثة.
٢ ـ مطمح الآمال : ٢٦٤.