آبائكم قد سافروا إلى كذا وكذا وكان الحال على ذلك المنوال حتّى أمر يزيد أن يدخلن داره وكان للحسين عليه السلام بنت صغيرة لها أربع سنين قامت ليلة من منامها وقالت : أين أبي الحسين فإنّي رأيته في المنام مضطرباً شديداً؟ فلمّا سمع النسوة ذلك بكين وبكى معهنّ سائر الأطفال وارتفع العويل فانتبه يزيد من نومه وقال : ما الخبر؟ ففضحوا عن الواقعة وقصّوها عليه فأمر (لعنه الله) أن يذهبوا برأس أبيها فأتوا بالرأس الشريف وجعلوه في حجرها ، فقالت : ما هذا؟ قالوا : رأس أبيك ففزعت الصبية وصاحت فمرضت وتوفّيت في أيّامها بالشام (١).
ويُعدّ هذا الكتاب (لعماد الدين الطبري) من الكتب النادرة الذي قلّ نظيره وقد كتبه سنة ٦٧٥ ه معتمداً فيه على المصادر المهمّة والكثيرة التي لا وجود لها في عصرنا الحاضر بسبب تلفها وضياعها عبر هذا الزمان الكَلِب وبعضها تمّ إحراقه من قِبل أعداء أهل البيت عليهم السلام.
يقول المرحوم المحدّث القمّي قدس سره : كتاب «كامل البهائي» تأليف عماد الدين الطبري ذلك الشيخ العالم ، والماهر الخبير ، والمتدرّب النحرير ، والمتكلّم الجليل ، والمحدّث النبيل ، والفاضل الفهّامة فرغ من تأليفه سنة ٦٧٥ ه بعد عناء طويل استغرق (١٢) سنة انعكف فيها على تأليفه ، وهو كتاب مليئ بالفائدة ....
وأضاف المحدّث القمّي قائلاً : ويعلم من الكتاب أنّ الكثير من نسخ الأُصول والكتب القديمة للأصحاب كانت موجودة عند المؤلّف ، ونحن نشير إلى أحد هذه الكتب التي كانت بيد المؤلّف ولم تصلنا إلّا وهو كتاب «الحاوية في مثالب معاوية» تأليف قاسم ابن محمّد بن أحمد المأموني وهو أحد علماء السنّة.
وقد نقل عماد الدين الطبري قصّة السيّدة رقيّة من هذا الكتاب (٢).
__________________
(١) كامل البهائي ج ٢ ص ١٧٩.
(٢) الفوائد الرضوية ص ١١١.