وعلى ضوء ذلك يمكن القول أنّ تأريخ قصّة السيّدة رقيّة عليها السلام يرجع إلى سبعمائة عام ونصف تقريباً.
وبغضّ النظر عن ذلك فإنّ هناك بعض مصنّفات التاريخ أشارت إلى وجود السيّدة رقيّة عليها السلام منها كتاب «اللهوف» لابن طاووس قدس سره.
(٤)
يُعدّ كتاب (اللهوف) للسيّد ابن طاووس المتوفّى عام ٦٦٤ ه المعروف بكثرة إحاطته بالنصوص الروائية والأحداث التأريخية الإسلامية الشيعية ، من أقدم الكتب التي جاء فيه ذكر اسم السيّدة رقية عليها السلام ، فقد ذكر السيّد رحمه الله في كتابه هذا عبارة للإمام الحسين عليه السلام حينما دعا أُخته زينب عليها السلام للصبر والتحمّل فقال : «يا أُختاه يا أُمّ كلثوم وأنتِ يا زينب ، وأنتِ يا رقية ، وأنتِ يافاطمة ، وأنتِ يا رباب انظرن إذا أنا قُتلت فلا تشققن عليَّ جيباً ولا تخمشن عليَّ وجهاً ولا تقلن عليَّ هجراً (١).
وهذا يعني أنّ السيّدة رقيّة عليها السلام كانت في كربلاء ، وممّا يؤيّد ذلك أيضاً ما ذكره الشيخ سليمان بن إبراهيم النقدوزي الحنفي (المتوفّى عام ١٢٩٤ ه) في كتابه «ينابيع المودّة» نقلاً عن مقتل أبي مخنف : فبعدما ما ذكر كيفية استشهاد أصغر أولاد الحسين عليه السلام وهو الذي لم يتجاوز الستّة أشهر قال : ثمّ نادى عليه السلام : يا أُمّ كلثوم ويا سكينة ويا رقيّة ويا عاتكة ويا زينب يا أهل بيتي عليكنّ منّي السلام (٢).
والسؤال هنا هو : أيمكن أن نجد للسيّدة رقيّة عليها السلام ذكراً في المصادر التي هي أقدم من هذه إذا رجعنا إلى التأريخ أكثر؟ هذا ما سنتناوله وله في البحث القادم.
__________________
(١) اللهوف في قتلى الطفوف ص ١٤٠ ـ ١٤١ تحقيق الشيخ فارس تبريزيان ط أُسوة ١٤١٤.
(٢) ينابيع المودّة ص ٣٤٦ ، وإحقاق الحقّ ج ١١ ص ٦٣٣ وانظر مقتل أبي مخنف ص ١٣١ طبع الشريف الرضي وعبارته هذه : ثمّ نادى يا أُمّ كلثوم ويا زينب ويا سكينة ويارقية ويا عاتكة ويا صفية عليكنّ منّي السلام.