وبمجرّد أن سمعت منه هذا الكلام التفت إليه بدموع جارية وقالت : إذن لن أشرب الماء أبداً (١).
وفاطمة الصغرى تعانق أُختها |
|
سكينة خوف السبي وهو مكيد |
وزينب ما بين النساء وقلبها |
|
قريح وبالأحزان فهو كميد |
تقول وللأحزان في القلب مبدع |
|
ومبد لأسرار الهموم معيد |
أخي بابن أُمّي يا شقيقي وسيّدي |
|
ومن لي من دون الأنام عميد |
عليك جفوني الذاريات ذوارف |
|
وأمّا دموعي المرسلات تجود |
أخي مهجة الإسلام مقضي كآبة |
|
ومتن الهدى قد قدّ وهو عميد |
أخي شلّ عرش الدين وانهدّ ركنه |
|
وعطل منه إذا أصبت حدود |
أخي من يلئم الشمل بعد شتاته |
|
ومن لبناء المكرمات يشيد |
أخي من ترى للجود والندى |
|
إذا سار وفد أو أقام وفود |
فأنت لمن يبغي الوفادة والجدي |
|
بأنفس ما يسخو المفيد تفيد |
وإن أجدبت أرض فأنت ربيعها |
|
وإن ضنّ صوب المزن أنت مجيد |
وكلّ مصاب جاء بعدك هيّن |
|
وما هان في هذا المصاب شديد |
فياشيعة المختار نوحوا لمصرع |
|
الشهيد وبالدمع الغزير فجودوا |
تطأه خيول المجريات تجبّراً |
|
ويسفي عليه بعد ذاك صعيد |
وآل رسول الله يشهرن في الملأ |
|
وآل ابن هند في الخدور رقود |
يسار بآل المصطفى فوق ضمر |
|
وترفعهم بيد وتخفض بيد |
ورأس إمام السبط في رأس ذابل |
|
طويل على رأس السنان يميد |
وينكثه بالخيزران شماتة |
|
به وسروراً كافر وعنيد |
ويؤتى بزين العابدين مصفّداً |
|
وفي قدميه للحديد حدود |
__________________
(١) سرگذشت جانسوز حضرة رقيه عليها السلام ص ٢٩ نقلاً عن ثمرات الحياة ج ٢ ص ٣٨.