النصارى نسبة للمنطقة ، وقد كانت الناصرة تابعة لدمشق وهي القرية التي دخلها الخضر والنبي موسى عليه السلام في سفرهما ، وقد أشار القرآن الكريم إليها (فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لاَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً) (١).
وهذه الآية تحكي قصّة دخول النبي موسى عليه السلام والخضر عليه السلام إلى قرية ثمّ طلبوا من أهلها الطعام فأبوا أن يطعموها فانطلقا إلى جدار ليتيمين في المدينة مشرف على السقوط ، فعمل الخضر على بنائه وإقامته لحفظ الكنز الذي كان تحته وقد ورثاه من أبيهما .. الخ.
وهكذا فالأردن تحفل بعدّة قبور مقدّسة للعظماء ، مثل قبر لقمان الحكيم الذي ورد ذكره في القرآن الكريم وقد سميّت سورة كاملة باسمه ، ويقع قبره في مدينة طبرية ، ناهيك عن قبور كلّ من حجر بن عدي وأُويس القرني وبلال الحبشي التي تقع في هذه المنطقة بين الأردن والشام.
٤ ـ بيت المقدس : مدينة تعرف اليوم بالقدس بنيت على يد إيليا بن سام بن نوح ، وقد ورد ذكرها في الروايات على أنّها أرض المحشر ، كما ورد أنّ فيها قبور العديد من الأنبياء والأولياء والعلماء والأوتاد وعباد الله الصلحاء ، وتُعدّ منطقة الخليل من أشهر مناطقها لوجود قبر خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام وابنه إسحاق ، وكذا قبر النبي زكريا عليه السلام والنبي يحيى عليه السلام.
وقد تمّ بناء بيت المقدس الكبير من الحجر قبل أكثر من ستّة آلاف عام ، وبني بطراز خاصّ وكان فيه قبّة وضريح لقبور الأنبياء ، مضافاً إلى الآثار القديمة فيه ثمّ بنيت أطراف المسجد الأُخرى ممّا أضفى جمالاً آخراً لجمال المدينة المحاطة بالطيور والخضراء ، هذا وقد تولّى بناء بيت المقدس نبي الله سليمان عليه السلام.
__________________
(١) سورة الكهف : ٧٧.