كان ليزيد قرد يدعى «أبو قبيس» وكان يرافقه دائماً ، وكلّما زادت فضلة من شرابه في الكأس سقاها لأبي قبيس وكان يقول عنه : هذا القرد أحد شيوخ بني اسرائيل مسخه الله قرداً بعد المعصية وكان يركبه على الحمار ويقامر به في سباق الخيل ، حتّى أنّه غلب ذات مرّة فابتهج يزيد كثيراً وأنشد شعراً بالمناسبة ، وأفظع من ذلك أنّه حينما مات هذا القرد حزن عليه كثيراً وتأثّر وتأسّف لموته وأمر بأن يشيع جثمانه كالإنسان تماماً فكفّن ودفن وأقام عليه أهل الشام مجالس العزاء!!
وذكر سبط ابن الجوزي في «تذكرة الخواص» فقال : إنّ يزيد استدعى ابن زياد إليه ـ بعد قتل الحسين عليه السلام ـ وأعطاه أموالاً كثيرة وتحفاً عظيمة وقرب مجلسه ورفع منزلته وأدخله على نسائه وجعله نديمه وسكر ليلة وقال للمغنّي غنّ ثمّ قال يزيد بديهيّاً :
اسقني شربة تروي فؤادي |
|
ثمّ مل فاسق مثلها ابن زياد |
صاحب السرّ والأمانة عندي |
|
ولتسديد مغنمي وجهادي |
قاتل الخارجي أعني حسيناً |
|
ومبيد الأعداء والحسّاد |
وقال ابن عقيل : وممّا يدلّ على كفره وزندقته فضلاً عن سبّه ولعنه أشعاره التي أفصح بها بالإلحاد وأبان عن خبث الضمائر وسوء الاعتقاد فمنها قوله في قصيدته التي أوّلها :
علّية هاتي واعلني وترنّمي |
|
بذلك أنّي لا أُحبّ التناجيا |
حديث أبي سفيان قدماً سمى بها |
|
إلى أحد حتّى أقام البواكيا |
ألا هات فاسقيني على ذاك قهوة |
|
غيرها العنسي كرماً شاميا |
إذا ما نظرنا في أُمور قديمة |
|
وجدنا حلالاً شربها متواليا |
وإن مت يا أُمّ الأحيمر فانكحي |
|
ولا تأملي بعد الفراق تلاقيا |
فإنّ الذي حدّثت عن يوم بعثنا |
|
أحاديث طسم تجعل القلب ساهيا |
ولابدّ لي من أزور محمّداً |
|
بمشمولة صفراء تروي عظاميا |
وإلى غير ذلك ممّا نقلته من ديوانه ولهذا تطرّق إلى هذه الأمة العار بولايته حتّى