قال أبو العلاء المعرّي مشيراً إلى ذلك العار :
أرى الأيّام تفعل كلّ نكر |
|
فما أنا في العجائب مستزيد |
أليس قريشكم قتلت حسيناً |
|
وكان على خلافتكم يزيد |
وقال ابن الجوزي : ولمّا لعنه جدّي أبو الفرج على المنبر ببغداد بحضرة الناصر وأكابر العلماء قام جماعة من الجفاة من مجلسه فذهبوا فقال جدّي (أَلاَ بُعْداً لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ) (١) ـ (٢).
وحكى لي بعض أشياخنا عن ذلك اليوم : أنّ جماعة سألوا جدّي عن يزيد فقال : ما تقولون في رجل ولي ثلاث سنين في السنة الاُولى قتل الحسين وفي الثانية أخاف المدينة وأباحها وفي الثالثة رمى الكعبة بالمجانيق وهدمها؟
فقالوا : نلعن ، فقال : فالعنوه (٣).
وقال جدّي في كتاب (الردّ المتعصّب العنيد) جاء في الحديث : لعن من فعل ما لا يقارب عشر معشار فعل يزيد وذكر الأحاديث التي ذكرها البخاري ومسلم في (الصحيحين) مثل حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه واله أنّه لعن الواشمات والمتوشّمات ، وحديث ابن عمر لعن الله الواشمة والمتوشّمة ولعن الله المصوّرين وحديث جابر لعن رسول الله صلى الله عليه واله أكل الربا وموكله ، وحديث ابن عمر في مسند أحمد لعنت الخمر على عشرة وجود .. وأورد أخباراً كثيرة في هذا الباب وكلّ هذه الأشياء دون فعل يزيد الذي قتل الإمام الحسين وأخوته وأهله ونهب المدينة وهدم الكعبة ضربها بالمجانيق وأشعاره الدالّة على فساد عقيدته ومن رام الزيادة على هذا فاليقف على كتابه (٤).
__________________
(١) سورة هود : ٩٥.
(٢) تذكرة الخواص ص ٢٦١.
(٣) تذكرة الخواص ص ٢٦١.
(٤) تذكرة الخواص ص ٢٦٠ ـ ٢٦٢.