بعد أن تعرّفنا على الشجرة الملعونة ومدى خباثة معاوية ونجله النجس يزيد ، ومن باب أنّ الأشياء تعرف بأضدادها ، فلا بأس أن نتعرّف أيضاً على الشجرة الطيّبة لأهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله عليهم أجمعين.
وحتّى لا يطول بنا المقام ونخرج عن أصل البحث ، ومراعاة للاختصار فقد قدّمنا بعض المقتطفات السريعة حول أفضل شخصية في هذه الأُسرة الطيّبة ألا وهو ابن عمّ النبي صلى الله عليه واله وزوج الزهراء البتول عليها السلام ووالد السبطين الحسن والحسين عليهما السلام وأبو الأئمّة الأطهار عليهم السلام أسد الله الغالب علي بن أبي طالب عليه أفضل صلوات الله وسلامه.
فقد اخترنا بعض مناقب أمير المؤمنين عليه السلام ليدرك العالم عمق الخسارة وعظم المصيبة التي ارتكبها أرباب الشجرة الملعونة في حقّ هذا البيت الطاهر ، ولنعرف الشيء القليل من مقامات هذا البيت الطاهر الذي اصطفى الله تعالى أهله وجعلهم مضرب للخير والبركة فقال عزّ من قائل : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ * يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) (١).
أمّا هذه المناقب فهي :
علي عليه السلام ركن التوحيد
روي عن أبي الحسن عليه السلام أنّه قال : «ولاية علي مكتوبة في جميع صحف الأنبياء ،
__________________
(١) سورة إبراهيم : ٢٤ ـ ٢٧.