بالغدير.
بطبيعة الحال أنّه مع وجود وصايا كهذه من قبل أهل البيت عليهم السلام على إقامة الشعائر لا تبقي قيمة لفتاوى النواصب والخوارج من أعداء الأئمّة الأطهار عليهم السلام الذين أفتوا وفق عقولهم الناقصة وآرائهم الفاسدة بحرمتها خاصّة مع الالتفات أنّ مثل هذه الوصايا من أئمّة الهدى عليهم السلام تناقلت إليهم واحداً بعد الآخر عن جدّهم الأطهر صلى الله عليه واله الذي هو سيّد العارفين بأحكام الشريعة.
ولذا فمن المفترض أن نسأل الغزالي نفسه ونقول له : بأي دليل أفتيت بحرمة إقامة العزاء لسيّد الشهداء عليه السلام؟ فهل وصلك خبر صحيح عن رسول الله صلى الله عليه واله أمّ أنّك تنقل عن بعض من يسمّون بالصحابة أمثالك ممّن لم يعصمهم الله تعالى؟
وهل إنّنا نتّبع آراؤك الضالّة أم نلتزم بأقوال الإمام الصادق عليه السلام حفيد رسول الله صلى الله عليه واله؟
بلا شكّ إنّ كلّ من عنده أدنى قدر من الإيمان يرجّح أتباع أهل بيت عليهم السلام الذين نصّ القرآن الكريم على عصمتهم في آية التطهير ويترك فتاواك الضالّة التي عبّر الإمام الصادق عليه السلام من أمثالها : لمثل هذا تمنع السماء قطرها (١).
__________________
(١) تحقيق حول أربعين سيّد الشهداء عليه السلام ص ٢٧٨.