أعلام الدين وخلفاء المسلمين (١).
وفي عصرنا الراهن هناك الكثير ممّن ارتضوا مقولة الغزالي إلّا أنّهم لا يتمكّنون من منع الناس عن فهم حقائق التاريخ ، ولذا فقد لجأوا إلى ترويج الأفكار السطحية المستوردة من الغرب وخرافات الفلسفة علّهم عبر هذه السفسطات الفلسفية والفتاوى البعيدة عن الدليل يخدعوا الناس ويقنعوهم بخلفاء بني أُميّة الذين ادّعوا ظلماً وعدواناً أنّهم أولياء الأمر.
وبالرغم من كلّ هذه الخطابات والكتابات الضالّة الرامية لاقصاء الشعوب عن العقائد الحقّة إلّا أنّ الناس عامّة خاصّة الشباب الواعي كانوا لهم بالمرصاد حيث ردّوا مثل هذه الادّعاءات الخاوية ولم يعتقدوا بهم طرفة عين أبداً بل وبقوا ينظرون إليهم كملوك جبابرة حكموا البلاد ظلماً ونشروا فيها الفساد.
وعلى كلّ ، فإنّ أمثال فتاوي الغزالي والقهستاني ليس لها قيمة أبداً إذ أنّه من ضروريات مذهب الشيعة التابعين لأهل البيت عليهم السلام هو إقامة العزاء على سيّد الشهداء عليه السلام وإحياء مأساته ومصابه طيلة السنة ، وقد أكّد أهل البيت عليهم السلام على ذلك بشدّة وأشاروا إلى قداسنة هذه الشعائر في رواياتهم الشريفة بشكل متظافر حتّى أصبحت عند الشيعة من أفضل المقدّسات المجمع عليها.
من جانب آخر فإنّ زيارة مراقد أهل البيت عليهم السلام والبكاء عليهم وإقامة مأتمهم وإحياء شعائرهم هي من أفضل المستحبّات بل ومن ألزم الأُمور التي يجب على عموم الشيعة حفظها والالتزام بها خاصّة البكاء على سيّد الشهداء عليه السلام وزيارته. وقد صنّف العلّامة المتبحّر أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي كتاباً قيّماً باسم «كامل الزيارات» جمع فيه أصحّ الروايات وأسدّها حول هذه المسألة علماً أنّ الكتاب قد طبع بهمّة العلّامة الكبير الشيخ عبدالحسين الأميني صاحب الموسوعة النفيسة المسمّاة
__________________
(١) تحقيق حول أربعين سيّد الشهداء عليه السلام ص ١٧٤.