والكثير فى لسان العرب ثبوتها ، وبه ورد القرآن ، قال الله تعالى : (يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ).
وأما «لعلّ» فذكر أنها بعكس ليت ؛ فالفصيح تجريدها من النون كقوله تعالى ـ حكاية عن فرعون ـ (لعلّى أبلع الأسباب) ويقلّ ثبوت النون ، كقول الشاعر :
__________________
تقديره هو يعود إلى جابر ، والجملة فى محل جر بإضافه إذ إليها «ليتى» ليت : حرف تمن ونصب ، والياء اسمه ، مبنى على السكون فى محل نصب «أصادف» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، والهاء مفعول به ، والجملة فى محل رفع خبر ليت «وأفقد» الواو حالية ، وأفقد : فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، والجملة فى محل رفع خبر لمبتدأ محذوف ، وتقديره : وأنا أفقد ، وجملة المبتدأ وخبره فى محل نصب حال «جل» مفعول به لأفقد ، وجل مضاف ومال من «مالى» مضاف إليه ومال مضاف وياء المتكلم مضاف إليه.
الشاهد فيه : قوله «ليتى» حيث حذف نون الوقاية من ليت الناصبة لياء المتكلم ، وظاهر كلام المصنف والشارح أن هذا الحذف ليس بشاذ ، وإنما هو نادر قليل ، وهذا الكلام على هذا الوجه هو مذهب الفراء من النحاة ؛ فإنه لا يلزم عنده أن تجىء بنون الوقاية مع ليت ، بل يجوز لك فى السعة أن تتركها ، وإن كان الإتيان بها أولى ، وعبارة سيبويه تفيد أن ترك النون ضرورة حيث قال : «وقد قالت الشعراء «ليتى» إذا اضطروا كانهم شبهوه بالاسم حيث قالوا : الضاربى» اه ، وانظر شرح الشاهد (٢١) الآنى.
ومثل هذا الشاهد ـ فى حذف نون الوقاية مع ليت ـ قول ورقة بن نوفل الأسدى :
فيا ليتى إذا ما كان ذاكم |
|
ولجت وكنت أوّلهم ولوجا |
وقد جمع بين ذكر النون وتركها حارثة بن عبيد البكرى أحد المعمرين فى قوله :
ألا يا ليتنى أنضيت عمرى |
|
وهل يجدى علىّ اليوم ليتى؟ |