ويقال فى جمع المؤنث : «الّلات ، والّلاء» بحذف الياء ؛ فتقول «جاءنى الّلات فعلن ، والّلاء فعلن» ويجوز إثبات الياء ؛ فتقول «الّلاتى ، والّلائى»
وقد ورد «الّلاء» بمعنى الذين ، قال الشاعر :
(٢٨) ـ
فما آباؤنا بأمنّ منه |
|
علينا الّلاء قد مهدوا الحجورا |
[كما قد تجىء «الأولى» بمعنى «الّلاء» كقوله :
فأمّا الأولى يسكنّ غور تهامة |
|
فكلّ فتاة تترك الحجل أقصما] |
__________________
يتعلقان بقوله «صبحوا» ويوم مضاف و «النخيل» مضاف إليه «غارة» مفعول لأجله ، ويجوز أن يكون حالا بتأويل المشتق ـ أى مغيرين ـ وقوله «ملحاحا» نعت لغارة.
الشاهد فيه : قوله «الذون» حيث جاء به بالواو فى حالة الرفع ، كما لو كان جمع مذكر سالما ، وبعض العلماء قد اغتر بمجىء «الذون» فى حالة الرفع ومجىء «الذين» فى حالتى النصب والجر ؛ فزعم أن هذه الكلمة معربة ، وأنها جمع مذكر سالم حقيقة ، وذلك بمعزل عن الصواب ، والصحيح أنه مبنى جىء به على صورة المعرب ، والظاهر أنه مبنى على الواو والياء.
٢٨ ـ البيت لرجل من بنى سليم ، ولم يعينه أحد ممن اطلعنا على كلامهم من العلماء
اللغة : «أمن» أفعل تفضيل من قولهم : من عليه ، إذا أنعم عليه «مهدوا» بفتح الهاء مخففه من قولك : مهدت الفراش مهدا ، إذا بسطته ووطأته وهيأته ، ومن هنا سمى الفراش مهادا لوثارته ، وقال الله تعالى : (فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ) أى : يوطئون ، ومن ذلك تمهيد الأمور ، أى تسويتها وإصلاحها «الحجور» جمع حجر ـ بفتح الحاء أو كسرها أو ضمها ـ وهو حضن الإنسان ، ويقال : نشأ فلان فى حجر فلان ـ بكسر الحاء أو فتحها ـ يريدون فى حفظه وستره ورعايته.
المعنى : ليس آباؤنا ـ وهم الذين أصلحوا شأننا ، ومهدوا أمرنا ، وجعلوا لنا حجورهم كالمهد ـ بأكبر نعمة علينا وفضلا من هذا الممدوح.
الإعراب : «ما» نافية بمعنى ليس «آباؤنا» آباء : اسم ما ، وآباء مضاف والضمير مضاف إليه «بأمن» الباء زائدة ، وأمن : خبر ما «منه ، علينا» كلاهما جار ومجرور متعلق بقوله أمن ، وقوله «اللاء» اسم موصول صفة لآباء «قد» حرف تحقيق