..................................................................................
__________________
الشاهد فيه : قوله «الرسول الله منهم» حيث وصل أل بالجملة الاسمية ، وهى جملة المبتدأ والخبر ، وذلك شاذ.
ومن العلماء من يجيب عن هذا الشاهد ونحوه بأن «أل» إنما هى هنا بعض كلمة. وأصلها «الذين» فحذف ما عدا الألف واللام ، قال هؤلاء : ليس حذف بعض الكلمة وإبقاء بعضها بعجب فى العربية ، وهذا لبيد بن ربيعة العامرى يقول :
* درس المنا بمتالع فأبان*
أراد «المنازل» فحذف حرفين لغير ترخيم. وهذا رؤبة يقول :
* أوالفا مكة من ورق الحمى*
أراد «الحمام» فحذف الميم ثم قلب فتحة الميم كسرة والألف ياء ، وقد قال الشاعر ، وهو أقرب شىء إلى ما نحن بصدده :
وإنّ الّذى حانت بفلج دماؤهم |
|
هم القوم كلّ القوم يا أمّ خالد |
أراد «وإن الذين» بدليل ضمير جماعة الذكور فى قوله «دماؤهم» وقوله فيما بعد «هم القوم» وعليه خرجوا قول الله تعالى : (وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا) أى كالذين خاضوا ـ وفى الآية تخريجان آخران ؛ أحدهما : أن الذى موصول حرفى كما ، أى وخضتم كخوضهم ، وثانيهما : أن الذى موصول اسمى صفة لموصوف محذوف ، والعائد إليه من الصلة محذوف أى : وخضتم كالخوض الذى خاضوه ـ قالوا : وربما حذف الشاعر الكلمة كلها ؛ فلم يبق منها إلا حرفا واحدا ، ومن ذلك قول الشاعر :
نادوهم : أن ألجموا ، ألاتا ، |
|
قالوا جميعا كلّهم : ألافا |
فإن هذا الراجز أراد فى الشطر الأول «ألا تركبون» فحذف ولم يبق إلا التاء ، وحذف من الثانى الذى هو الجواب فلم يبق إلا حرف العطف ، وأصله «ألا فاركبوا». وبعض العلماء يجعل الحروف التى تفتتح بها بعض سور القرآن ـ نحو ألم ، حم ، ص ـ من هذا القبيل ؛ فيقولون : ألم أصله : أنا الله أعلم ، أو ما أشبه ذلك ، وانظر مع هذا ما ذكرناه فى شرح الشاهد رقم ٣١٦ الآتى فى باب الترخيم.
قلت : وهذا الذى ذهبوا إليه ليس إلا قياما من ورطة للوقوع فى ورطة أخرى أشد