وفعل التعجب ، نحو «ما كان أصحّ علم من تقدّما (١)» ولا تزاد فى غيره إلا سماعا.
وقد سمعت زيادتها بين الفعل ومرفوعه ، كقولهم (٢) : ولدت فاطمة بنت الخرشبّ الأنمارية الكملة من بنى عبس لم يوجد كان أفضل منهم.
و [قد] سمع أيضا زيادتها بين الصفة والموصوف كقوله :
(٦٩) ـ
فكيف إذا مررت بدار قوم |
|
وجيران لنا كانوا كرام |
__________________
(١) مما ورد من زيادتها بين «ما» التعجبية وفعل التعجب قول الشاعر :
لله درّ أنو شروان من رجل |
|
ما كان أعرفه بالدّون والسّفل |
ونظيره قول الحماسى (انظر شرح التبريزى ٣ / ٢٢ بتحقيقنا) :
أبا خالد ما كان أوهى مصيبة |
|
أصابت معدّا يوم أصبحت ثاويا |
وقول امرىء القيس بن حجر الكندى (وهو الشاهد رقم ٢٤٩ الآتى فى هذا الكتاب) :
أرى أمّ عمرو دمعها قد تحدّرا |
|
بكاء على عمرو ، وما كان أصبرا |
إذا قدرت الكلام وما كان أصبرها ، وقول عروة ابن أذينة :
ما كان أحسن فيك العيش مؤتنفا |
|
غضّا ، وأطيب فى آصالك الأصلا |
(٢) قائل هذا الكلام هو قيس بن غالب ، فى فاطمة بنت الخرشب ، من بنى أنمار ابن بغيض بن ريث بن غطفان ، وأولادها هم : أنس الفوارس ، وعمارة الوهاب ، وقيس الحفاظ وربيع الكامل ، وأبوهم زياد العبسى ، وكان كل واحد منهم نادرة أقرانه شجاعة وبسالة ورفعة شأن.
٦٩ ـ البيت للفرزدق ، من قصيدة له يمدح فيها هشام بن عبد الملك ـ وقيل : يمدح سليمان بن عبد الملك ـ وقد أنشده سيبويه (ج ١ ص ١٨٩) ببعض تغيير.
الإعراب : «كيف» اسم استفهام أشرب معنى التعجب ، وهو مبنى على الفتح فى