أى : أمسى مجهودا ، وكما زيدت فى خبر المبتدأ شذوذا ، كقوله :
(١٠١) ـ
أمّ الحليس لعجوز شهربه |
|
ترضى من الّلحم بعظم الرّقبه |
__________________
«أمسى» فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى سيدكم «لمجهودا» اللام زائدة ، مجهودا : خبر أمسى ، وجملة أمسى ومعموليها مقول القول فى محل نصب.
الشاهد فيه : قوله «لمجهودا» حيث زيدت اللام فى خبر «أمسى» وهى زيادة شاذة ، ومثل هذا قول كثير عزة :
وما زلت من ليلى لدن أن عرفتها |
|
لكالهائم المقصى بكلّ سبيل |
حيث زاد اللام فى خبر «زال» ـ وهو قوله لكالهائم ـ زيادة شاذة.
وفى ذلك رد لما زعم الكوفيون من أن اللام الداخلة فى خبر لكن فى قول الشاعر :
* ولكننى من حبها لعميد*
هى لام الابتداء ، وحاصل الرد عليهم بهذين الشاهدين أنا لا نسلم أن اللام التى فى خبر لكن هى ـ كما زعمتم ـ لام الابتداء ، بل هى لام زائدة مقحمة اقترنت بخبر لكن بدليل أن مثل هذه اللام قد دخلت على أخبار قد وقع الإجماع منا ومنكم على أن لام الابتداء لا تقترن بها كخبر أمسى وخبر زال فى البيتين.
١٠١ ـ نسب جماعة هذا البيت ـ ومنهم الصاغانى ـ إلى عنترة بن عروس مولى بنى ثقيف ، ونسبه آخرون إلى رؤبة بن العجاج ، والأول أكثر وأشهر ، ورواه الجوهرى.
اللغة : «الحليس» هو تصغير حلس ، والحلس ـ بكسر فسكون ـ كساء رقيق يوضع تحت البرذعة ، وهذه الكنية فى الأصل كنية الأنان ـ وهى أنثى الحمار ـ أطلقها الراجز على امرأة تشبيها لها بالأتان «شهربة» بفتح الشين والراء بينهما هاء ساكنة ، والمراد بها ههنا الكبيرة الطاعنة فى السن «ترضى من اللحم» من هنا بمعنى البدل مثلها فى قوله تعالى (لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً) أى بدلكم ، وإذا قدرت مضافا تجره بالباء ، وجعلت أصل الكلام : ترضى من اللحم بلحم عظم الرقبة ـ كانت من دالة على التبعيض.