ومثال حذف أحدهما للدلالة أن يقال : «هل ظننت أحدا قائما»؟ فتقول : «ظننت زيدا» أى : ظننت زيدا قائما ، فتحذف الثانى للدلالة عليه ، ومنه قوله :
(١٣٣) ـ
ولقد نزلت ـ فلا تظنّى غيره ـ |
|
منّى بمنزلة المحبّ المكرم |
أى : «فلا تظنّى غيره واقعا» فـ «غيره» هو المفعول الأول ، و «واقعا» هو المفعول الثانى.
__________________
تعيّرنا أنّا قليل عديدنا |
|
فقلت لها : إنّ الكرام قليل |
ومن نقله اللغة من أجاز أن تقول : عيرته بكذا ، ولكنه قليل «وانظر شرح الحماسة ١ ـ ٢٣٢ بتحقيقنا) «وتحسب» أى تظن ، من الحسبان.
الإعراب : «بأى» جار ومجرور متعلق بقوله «ترى» الآتى ، وأى مضاف و «كتاب» مضاف إليه «أم» عاطفة «بأية» جار ومجرور معطوف على الجار والمجرور الأول ، وأية مضاف ، و «سنة» مضاف إليه «ترى» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «حبهم» حب : مفعول أول لترى ، وحب مضاف وهم : مضاف إليه «عارا» مفعول ثان لترى ، سواء أجعلت رأى اعتقادية أم جعلتها علمية ، ويجوز على الأول جعله حالا «على» جار ومجرور متعلق بعار ، أو بمحذوف صفة له «وتحسب» الواو عاطفة ، تحسب : فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، ومفعولاه محذوفان يدل عليهما الكلام السابق ، والتقدير «وتحسب حبهم عارا على».
الشاهد فيه : قوله «وتحسب» حيث حذف المفعولين لدلاله سابق الكلام عليهما كما أوضحناه فى الإعراب ، وبينه الشارح.
١٣٣ ـ هذا البيت لعنترة بن شداد العبسى ، من معلقته المشهورة التى مطلعها :
هل غادر الشّعراء من متردّم؟ |
|
أم هل عرفت الدّار بعد توهّم؟ |
اللغة : «غادر» ترك «متردم» بزنة اسم المفعول ـ وهو فى الأصل اسم مكان