فلو كان الفعل غير مضارع ، نحو «قال زيد عمرو منطلق» لم ينصب القول مفعولين عند هؤلاء ، وكذا إن كان مضارعا بغير تاء ، نحو «يقول زيد عمرو منطلق» أو لم يكن مسبوقا باستفهام ، نحو «أنت تقول عمرو منطلق» أو سبق باستفهام ولكن فصل بغير ظرف ، ولا [جارّ و] مجرور ، ولا معمول له ، نحو «أأنت تقول زيد منطلق» فإن فصل بأحدها لم يضرّ ، نحو «أعندك تقول زيدا منطلقا» ، و «أفى الدّار تقول زيدا منطلقا» ، و «أعمرا تقول منطلقا» ، ومنه قوله :
(١٣٥) ـ
أجهّالا تقول بنى لؤىّ |
|
لعمر أبيك أم متجاهلينا |
فبنى [لؤىّ] : مفعول أوّل ، وجهّالا : مفعول ثان.
__________________
فى الإعراب ، وذلك لاستيفائه الشروط ، ويرويه بعضهم* متى تظن ... إلخ* فلا شاهد فيه ، ولكنه دليل على أن «تقول» يجرى مجرى تظن ؛ لأنه إذا وردت روايتان فى بيت واحد ، وجاءت كلمة فى إحدى الروايتين مكان كلمة فى الرواية الأخرى ، دل ذلك على أن الكلمتين بمعنى واحد ؛ إذ لو اختلف معناهما لم يسغ لراو ولا لشاعر آخر أن يضع إحداهما مكان الأخرى ؛ لئلا يفسد المعنى الذى قصد إليه قائل البيت ؛ لأن شرط الرواية بالمعنى ألا تغير المراد.
١٣٥ ـ هذا البيت للكميت بن زيد الأسدى.
اللغة : «أجهالا» الجهال : جمع جاهل ، ويروى فى مكانه «أنواما» وهو جمع نائم «بنو لؤى» أراد بهم جمهور قريش وعامتهم ؛ لأن أكثرهم ينتهى نسبه إلى لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر ، وهو أبو قريش كلها «متجاهلينا» المتجاهل : الذى يتصنع الجهل ويتكلفه وليس به جهل ، والذين رووا فى صدر البيت «أنواما» يروون هنا «متناومينا» والمتناوم : الذى يتصنع النوم ، والمراد تصنع الغفلة عما يجرى حولهم من الأحداث.
المعنى : أتظن قريشا جاهلين حين استعملوا فى ولاياتهم اليمنيين وآثروهم على المصريين أم تظنهم عالمين بحقيقة الأمر مقدرين سوء النتائج غير غافلين عما ينبغى العمل به. ولكنهم يتصنعون الجهل ويتكلفون الغفلة لمآرب لهم فى أنفسهم؟؟.