..................................................................................
__________________
ميرة ، فبلغه أنها مريضة ، فترك ميرته ، وكر نحوها راجعا ، وهو يقول أبياتا أولها بيت الشاهد ، وبعده قوله :
فيا ليت شعرى هل تغيّر بعدنا |
|
ملاحة عينى أمّ يحيى وجيدها؟ |
وهل أخلقت أثوابها بعد جدّة |
|
ألا حبّذا أخلاقها وجديدها؟ |
ولم يبق يا سوداء شىء أحبّه |
|
وإن بقيت أعلام أرض وبيدها |
(وانظر شرح التبريرى على الحماسة ٣ / ٣٤٤ بتحقيقنا).
اللغة : «الغميم» بفتح الغين المعجمة وكسر الميم ـ اسم موضع فى بلاد الحجاز ، ويقال : هو بضم الغين على زنة التصغير ، ويروى «ونبئت سوداء الغميم» ويروى أيضا «ونبئت سوداء القلوب» فيجوز أن اسمها سوداء ثم أضافها إلى القلوب كما فعل ابن الدمينة فى قوله :
قفى يا أميم القلب نقض لبانة |
|
ونشك الهوى ، ثمّ افعلى ما بدا لك |
ويجوز أن يكون أراد أنها تحل من القلوب محل السويداء ، ويجوز أن يكون قد أراد أنها قاسية القلب ، ولكنه جمع لأنه أراد القلب وما حوله ، أو أراد أن لها مع كل محب قلبا. ويروون عجز البيت «فأقبلت من مصر إليها أعودها».
الإعراب : «خبرت» خبر : فعل ماض مبنى للمجهول ، وتاء المتكلم نائب فاعل وهو المفعول الأول «سوداء» مفعول ثان ، وسوداء مضاف و «الغميم» مضاف إليه «مريضة» مفعول ثالث لخبر «فأقبلت» فعل وفاعل «من أهلى» الجار والمجرور متعلق بأقبل ، وأهل مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «بمصر» جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة أو حال من أهل المضاف لياء المتكلم «أعودها» أعود : فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، وهاء : مفعول به ، والجملة فى محل نصب حال من التاء فى «أقبلت»
الشاهد فيه : قوله «وخبرت سوداء الغميم مريضة» حيث أعمل «خبر» فى ثلاثة مفاعيل ، أحدها تاء المتكلم الواقعة نائب فاعل ، والثانى قوله «سوداء الغميم» ، والثالث قوله «مريضة» كما اتضح لك فى إعراب البيت.
هذا ، وأنت لو تأملت فى جميع هذه الشواهد التى جاء بها الشارح لهذه المسألة