..................................................................................
__________________
مررنا على دار لميّة مرّة |
|
وجاراتها ، قد كاد يعفو مقامها |
وبعده بيت الشاهد ، ثم بعده قوله :
وقد زوّدت مىّ على النّأى قلبه |
|
علاقات حاجات طويل سقامها |
فأصبحت كالهيماء : لا الماء مبرد |
|
صداها ، ولا يقضى عليها هيامها |
اللغة : «آناء» من الناس من يرويه بهمزة ممدودة كآبار وآرام ؛ ومنهم من يرويه بهمزة فى أوله غير ممدودة وهمزة بعد النون ممدودة بوزن أعمال ؛ وقد جعله العينى جمع نأى ـ بفتح النون ـ ومعناه البعد ، وعندى أنه جمع نؤى ـ بزنة قفل أو صرد أو ذئب أو كلب ـ وهو الحفيرة تحفر حول الخباء لتمنع عنه المطر. ويجوز أن تكون الهمزة فى أوله ممدودة على أنه قدم الهمزة التى هى العين على النون فاجتمع فى الجمع همزتان متجاورتان وثانيتهما ساكنة فقلبها ألفا من جنس حركة الأولى كما فعلوا بآبار وآرام جمع بئرورئم. كما يجوز أن تكون المدة فى الهمزة الثانية على الأصل. وقد جعله الشيخ خالد بكسر الهمزة الأولى على أنه مصدر بزنة الإبعاد ومعناه ، وهو بعيد فلا تلتفت إليه «وشامها» ضبطه غير واحد بكسر الواو بزنة جبال على أنه جمع وشم ، وهو ما تجعله المرأة على ذراعها ونحوه : تغرز ذراعها بالإيرة ثم تحشوه بدخان الشحم. وليس ذلك بصواب أصلا. وقد تحرف الكلام عليهم فانطلقوا يخرجونه ويتمحلون له والواو مفتوحة ، وهى واو العطف ، والشام : جمع شامة ، وهى العلامة ، وشام : معطوف إما على آناء وإما على عشية على ما سنبينه لك فى الإعراب. هذا ، ورواية الديوان هكذا :
فلم يدر إلّا الله ما هيّجت لنا |
|
أهلّة آناء الدّيار وشامها |
المعنى : لا يعلم إلا الله تعالى مقدار ما هيجته فينا من كوامن الشوق هذه العشية التى قضياها بجوار آثار دار المحبوبة. وعلامات هذه الدار ،
الإعراب : «فلم» الفاء حرف عطف ، لم : حرف نفى وجزم وقلب «يدر» فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف الياء «إلا» أداة استثناء ملغاة «الله» فاعل يدرى «ما» اسم موصول مفعول به ليدرى ، وجملة «هيجت» مع فاعله الآتى لا محل لها صلة