الاسم المشتغل عنه إذا وقع بعد أداة تختصّ بالابتداء ، كإذا الّتى للمفاجأة ؛ فتقول : «خرجت فإذا زيد يضربه عمرو» برفع «زيد» ـ ولا تجوز نصبه ؛ لأن «إذا» هذه لا يقع بعدها الفعل : لا ظاهرا ، ولا مقدرا.
وكذلك يجب رفع الاسم السابق إذا ولى الفعل المشتغل بالضمير أداة لا يعمل ما بعدها فيما قبلها ، كأدوات الشرط ، والاستفهام ، و «ما» النافية ، نحو «زيد إن لقيته فأكرمه ، وزيد هل تضربه ، وزيد ما لقيته» فيجب رفع «زيد» فى هذه الأمثلة ونحوها (١) ، ولا يجوز نصبه ؛ لأن ما لا يصلح أن يعمل
__________________
وفى هذا القسم لا يتم ذلك ، ألا ترى أن نحو قولك : «خرجت فإذا زيد يضربه عمرو» لو حذفت الضمير لم يعمل «يضرب» فى «زيد» المتقدم ؛ لأن المتقدم مرفوع ، والمتأخر يطلب منصوبا لا مرفوعا ، ولأن الفعل المتأخر لا يصح أن يقع بعد «إذا». ومن الناس من عده من باب الاشتغال غير مكترث بهذا الضابط ، والحق هو الأول لما ذكرنا.
(١) الأشياء التى لا يعمل ما بعدها فيما قبلها عشرة أنواع :
(الأول) أدوات الشرط جميعها ، نحو زيد إن لقيته فأكرمه ، وزيد حيثما تلقه فأكرمه.
(الثانى) أدوات الاستفهام جميعها ، نحو زيد هل أكرمته ، وعلى أسلمت عليه.
(الثالث) أدوات التحضيض جميعها ، نحو زيد هلا أكرمته ، وخالد ألا تزوره.
(الرابع) أدوات العرض جميعها ، نحو زيد ألا تكرمه ، وبكر أما تجيبه.
(الخامس) لام الابتداء ، نحو زيد لأنا قد ضربته ، وخالد لأنا أحبه حبا جما.
(السادس) «كم» الخبرية ، نحو زيدكم ضربته ، وإبراهيم كم نصحت له.
(السابع) الحروف الناسخة ، نحو زيد إنى ضربته ، وبكر كأنه السيف مضاء عزيمة.
(الثامن) الأسماء الموصولة ، نحو زيد الذى تضربه ، وهند التى رأيتها.
(التاسع) الأسماء الموصوفة بالعامل المشغول ، نحو زيد رجل ضربته.
(العاشر) بعض حروف النفى ؛ وهى «ما» مطلقا ، نحو زيد رجل ما ضربته ، «لا» بشرط أن تقع فى جواب قسم ، نحو زيد والله لا أضربه ؛ فإن كان حرف