قد ينوب عن المصدر ما يدلّ عليه ، ككل وبعض ، مضافين إلى المصدر ، نحو «جدّ كلّ الجدّ» (١) ، وكقوله تعالى : (فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ) و «ضربته بعض الضّرب».
وكالمصدر المرادف لمصدر الفعل المذكور (٢) ، نحو «قعدت جلوسا ، وافرح الجذل» فالجلوس : نائب مناب القعود لمرادفته له ، والجذل : نائب مناب الفرح لمرادفته له.
__________________
والجملة لا محل لها صلة ما «كجد» الكاف جارة لقول محذوف ، جد : فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «كل» مفعول مطلق ، نائب عن المصدر ، منصوب بالفتحة الظاهرة ، وكل مضاف و «الجد» مضاف إليه «وافرح» الواو حرف عطف ، افرح : فعل أمر ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «الجذل» مفعول مطلق.
(١) ومنه قول مجنون بنى عامر قيس بن الملوح :
وقد يجمع الله الشّتيتين بعد ما |
|
يظنّان كلّ الظّنّ أن لا تلاقيا |
(٢) اعلم أنه إذا وقع المصدر المنصوب بعد فعل من معناه لا من لفظه فلك فى إعرابه ثلاثة أوجه :
الأول : أن تجعله مفعولا مطلقا ؛ والنحاة فى هذا الوجه من الإعراب على مذهبين فذهب المازنى والسيرافى والمبرد إلى أن العامل فيه هو نفس الفعل السابق عليه ؛ واختار ابن مالك هذا القول ، وذهب سيبويه والجمهور إلى أن العامل فيه فعل آخر من لفظ المصدر ، وهذا الفعل المذكور دليل على المحذوف.
الثانى : أن تجعل المصدر مفعولا لأجله إن كان مستكملا لشروط المفعول لأجله ،
الثالث : أن تجعل المصدر حالا بتأويل المشتق ،
فإذا قلت «فرحت جذلا» فجذلا : عند المازنى ومن معه مفعول مطلق منصوب بفرحت ، وعند سيبويه مفعول مطلق منصوب بفعل محذوف ، وتقدير الكلام على هذا : فرحت وجذلت جذلا ، وعلى الوجه الثانى هو مفعول لأجله بتقدير فرحت لأجل الجذل ، وعلى الوجه الثالث حال بتقدير : فرحت حال كونى جذلان.