فإن كان العامل غير متصرف ؛ فقد منعوا التقديم (١) : سواء كان فعلا ، نحو «ما أحسن زيدا رجلا» أو غيره ، نحو «عندى عشرون درهما».
وقد يكون العامل متصرفا ، ويمتنع تقديم التمييز عليه عند الجميع ، وذلك نحو «كفى بزيد رجلا» ؛ فلا يجوز تقديم «رجلا» على «كفى» وإن كان
__________________
الشاهد فيه : قوله «شيبا» حيث تقدم ـ وهو تمييز ـ على عامله المتصرف ، وهو قوله اشتعل ، وقد احتج به من أجاز ذلك كالمبرد ، والكسائى ، والمازنى ، وابن مالك فى غير الألفية ، ولكنه فى الألفية قد نص على ندرة هذا ، ومثله قول الشاعر :
أنفسا تطيب بنيل المنى |
|
وداعى المنون ينادى جهارا؟ |
وقول الآخر.
ولست ، إذا ذرعا أضيق ، بضارع |
|
ولا يائس ـ عند التّعسّر ـ من يسر |
وقول ربيعة بن مقروم الضبى :
رددت بمثل السّيد نهد مقلّص |
|
كميش إذا عطفاه ماء تحلّبا |
وجعل بعض النحاة من شواهد هذه المسألة قول الشاعر :
إذا المرء عينا قرّ بالعيش مثريا |
|
ولم يعن بالإحسان كان مذمّما |
والاستشهاد بهذا البيت الأخير إنما يتم على مذهب بعض الكوفيين الذين يجعلون «المرء» مبتدأ وجملة «قر عينا» فى محل رفع خبره ، فأما على مذهب جمهور البصريين الذين يجعلون «المرء» فاعلا لفعل محذوف يفسره ما بعده فلا شاهد فيه ؛ لأن التقدير على هذا المذهب : إذا قر المرء عينا بالعيش ؛ فالعامل فى التمييز متقدم عليه وهو الفعل المقدر ، إلا أن يدعى هؤلاء أن تأخير مفسر العامل بمنزلة تأخير العامل نفسه.
(١) وربما تقدم على عامله وهو اسم جامد ، وذلك ضرورة من ضرورات الشعر اتفاقا ، كقول الراجز :
ونارنا لم ير نارا مثلها |
|
قد علمت ذاك معدّ كلّها |