وقوله :
(٩) ـ
أكلّ الدهر حلّ وارتحال |
|
أما يبقى علىّ ولا يقينى؟! |
وما ذا تبتغى الشّعراء منّى |
|
وقد جاوزت حدّ الأربعين؟ |
وليس كسرها لغة ، خلافا لمن زعم ذلك.
__________________
مفعول به «آخرين» صفة له منصوب بالياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم ، وجملة أنكرنا ومعمولاته معطوفة على جملة عرفنا ومعمولاته.
الشاهد فيه : كسر نون الجمع فى قوله «آخرين» بدليل أن القصيدة مكسورة حرف القافية ، وقد روينا البيت السابق على بيت الشاهد ليتضح لك ذلك ، وأول الكلمة قوله :
أتوعدنى وراء بنى رياح؟ |
|
كذبت ؛ لتقصرنّ يداك دونى |
٩ ـ هذان البيتان لسحيم بن وثيل الرياحى ، من قصيدة له يمدح بها نفسه ويعرض فيها بالأبيرد الرياحى ابن عمه ، وقبلهما :
عذرت البزل إن هى خاطرتنى |
|
فما بالى وبال ابنى لبون؟ |
وبعدهما قوله :
أخو خمسين مجنمع أشدّى |
|
ونجّذنى مداورة الشؤون |
المفردات : «يبتغى» معناه يطلب ، ويروى فى مكانه «يدرى» بتشديد الدال المهملة ، وهو مضارع ادراه ، إذا ختله وخدعه.
المعنى : يقول : كيف يطلب الشعراء خديعتى ويطمعون فى ختلى وقد بلغت سن التجربة والاختبار التى تمكننى من تقدير الأمور ورد كيد الأعداء إلى نحورهم؟ يريد أنه لا تجوز عليه الحيلة ، ولا يمكن لعدوه أن يخدعه.
الإعراب : «أكل» الهمزة للاستفهام ، وكل : ظرف زمان متعلق بمحذوف خبر مقدم ، وكل مضاف و «الدهر» مضاف إليه «حل» مبتدأ مؤخر «وارتحال» معطوف عليه «أما» أصل الهمزة للاستفهام ، وما نافية ، وأما هنا حرف استفتاح «يبقى» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الدهر «على» جار ومجرور متعلق بيبقى «ولا» الواو عاطفة ، ولا : زائدة لتأكيد النفى «يقينى» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، والنون للوقاية ، والياء مفعول به «وما ذا» ما : اسم استفهام مبتدأ. وذا : اسم موصول بمعنى الذى فى محل رفع خبر