المسلم أفضل من صيامك سبعين ضعفاً أو تسعين ضعفاً» (١).
وعن عليّ بن حديد ، قال : قلت لأبي الحسن الماضي عليهالسلام : أدخل على القوم وهم يأكلون وقد صلّيت العصر وأنا صائم ، فيقولون : أفطر ، فقال : «أفطر ، فإنه أفضل» (٢).
وعن نجم بن حطيم ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «من نوى الصوم ثمّ دخل على أخيه فسأله أن يفطر عنده فليفطر ، وليدخل عليه السرور ، فإنّه يُحتسب له بذلك اليوم عشرة أيام ، وهو قول الله عزوجل (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) (٣)» (٤).
وينبغي التنبيه لأُمور :
الأول : إنّ هذه الأخبار كلّها في حكم من دخل على غيره ودعاه إلى الأكل ولا يبعد اطراد الحكم في كلّ داع ومدعوّ ؛ لما يُستفاد من الأخبار من العلّة ، وهي إدخال السرور في قلب المؤمن وإجابته.
ويدلّ عليه عموم ما رواه الكليني بسند ليس فيه إلا سهل ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «إفطارك لأخيك المؤمن ، أفضل من صيامك تطوّعاً» (٥).
وما رواه الصدوق بسنده ، عن ابن فضال ، عن صالح بن عبد الله الخثعمي ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الرجل ينوي الصوم فيلقاه أخوه الذي هو على أمره ، فيسأله أن يفطر ، أيفطر؟ قال : «إن كان تطوّعاً أجزأه وحسب له ، وإن كان قضاء فريضة قضاه» (٦) الحديث.
__________________
(١) الكافي ٤ : ١٥١ ح ٦ ، الفقيه ٢ : ٥١ ح ٢٢١ ، ثواب الأعمال : ١٠٧ ح ١ ، الوسائل ٧ : ١١٠ أبواب آداب الصائم ب ٨ ح ٦.
(٢) الكافي ٤ : ١٥١ ح ٥ ، الوسائل ٧ : ١١٠ أبواب آداب الصائم ب ٨ ح ٧.
(٣) الأنعام : ١٦٠.
(٤) الكافي ٤ : ١٥٠ ح ٢ ، الوسائل ٧ : ١٠٩ أبواب آداب الصائم ب ٨ ح ١.
(٥) الكافي ٤ : ١٥٠ ح ١ ، الوسائل ٧ : ١٠٩ أبواب آداب الصائم ب ٨ ح ٣.
(٦) الكافي ٤ : ١٢٢ ح ٧ ، الفقيه ٢ : ٩٦ ح ٤٣٤ ، الوسائل ٧ : ١٠٩ أبواب آداب الصائم ب ٨ ح ٢.