ابن مسعود ، مع مُلاحظة ما ذكره الصدوق ، ويُستشم من الرواية رائحة التقية ، ولذلك لم يذكر فيها استحباب صوم مثل يوم الغدير ونيروز ونحوهما ، وكذلك سائر الصيام المستحب عند الأصحاب.
وأما رواية ابن مسعود فقد عرفت ما ذكره الصدوق من حكاية النسخ ، وربما يُشعر به بعض الروايات المتقدّمة في صيام ثلاثة أيّام في كلّ شهر أيضاً.
ولذلك قال ابن أبي عقيل : فأما السنّة من الصيام فصوم شعبان ، وصيام البيض ، وهي ثلاثة أيّام في كلّ شهر متفرقة : أربعاء بين خميسين ، الخميس الأوّل من العشر الأول ، والأربعاء الأخر من العشر الأوسط ، وخميس من العشر الأخير (١).
فالعُمدة في المسألة : هي الشهرة بين الأصحاب ، والإجماع المنقول ، وكيف كان فالعمل على الاستحباب.
فائدة :
المشهور في عبارات الأصحاب استحباب صوم أيّام البيض بإضافة الأيّام إلى البيض ، وقالوا : إنّه بحذف الموصوف ، تقديره : أيّام الليالي البيض ؛ لاشتهار الليالي الثلاثة بتسميتها بالبيض عند العرب ، لكونها مقمرة من المغرب إلى طلوع الفجر غالباً (٢).
وقد عرفتَ وجه التسمية من حيث النصّ ، وتخطئة الصدوق أكثر الناس في التسمية ، وعليه فإضافة الأيّام لا تحتاج إلى تقدير الموصوف ، بأن تكون الإضافة بيانية بعزل الوصفية عن البيض ، وجعله بمنزلة الاسم ، ويشعر به قوله عليهالسلام في رواية الزهري : «وصوم البيض» (٣) وحينئذٍ فنسبة البياض إلى الأيّام مجازية ، فيكون
__________________
(١) نقله عنه في المختلف ٣ : ٥١٢.
(٢) التذكرة ٦ : ١٩٠ ، الحدائق ١٣ : ٣٦١.
(٣) الفقيه ٢ : ٤٨ ح ٢٠٨ ، الوسائل ٧ : ٢٧٦ أبواب الصوم المندوب ب ٥ ح ١.