«بعث الله محمَّداً رحمة للعالمين في سبعة وعشرين من رجب ، فمن صام ذلك اليوم كتب الله عزوجل له صيام ستين شهراً ، وفي خمسة وعشرين من ذي القعدة وضع الله البيت ، وهو أوّل رحمة وضعت على وجه الأرض ، فجعله الله عزوجل مثابة للناس وأمناً ، فمن صام ذلك اليوم كتب الله له صيام ستين شهراً ، وفي أول يوم من ذي الحجة ولد إبراهيم خليل الله عليهالسلام ، فمن صام ذلك اليوم كتب الله له صيام ستين شهراً» (١).
وأما الثالث : وهو الثامن عشر من ذي الحجة ، وتدلّ عليه روايتا الحسن بن راشد وإسحاق بن عبد الله المتقدّمتان.
وقال في المسالك : روي أنّ صومه يعدل العبادة من أوّل الدنيا إلى تقضيها (٢).
وروى العلامة المجلسي رحمهالله عن الصادق عليهالسلام : «أنّ صومه يعدل صوم عمر الدنيا ، يعني لو عمّر أحد بقدر تمام الدنيا ، وصام فيها ، عدل صوم هذا اليوم ثواب ذلك ، وصومه يعدل مائة حجّ ومائة عمرة» (٣).
وروى أيضاً ، عن فياض بن محمّد بسند معتبر ، عن الرضا عليهالسلام أيضاً رواية طويلة في فضائل اليوم ، ومنها : «أنّ صومه يعدل ثواب مَن عبد الله من أوّل الدنيا إلى آخرها ، بأن يصوم في أيّامها ، ويعبد الله في لياليها» (٤) ، والأخبار في فضائل هذا اليوم ، وعِظم بركاته ، وفضيلة عباداته ، وسيّما التصدّق فيه أكثر من أن تحصى ، وأظهر من أن تخفى (٥).
ويستحبّ صوم أوّل ذي الحجّة ، وهو مولد الخليل ؛ لمرسلة سهل بن زياد
__________________
(١) الكافي ٤ : ١٤٩ ح ٢ ، التهذيب ٤ : ٣٠٤ ح ٩١٩ الوسائل ٧ : ٣٣٠ أبواب الصوم المندوب ب ١٥ ح ٥ ، وب ١٨ ح ١.
(٢) المسالك ٢ : ٧٧ ، وانظر مصباح المتهجّد : ٦٩٦ ، ٧٠٢ ، والتهذيب ٣ : ١٤٣ ح ٣١٧ ، والوسائل ٧ : ٣٢٦ أبواب الصوم المندوب ب ١٤ ح ١١.
(٣) البحار ٩٥ : ٣٢١.
(٤) البحار ٩٥ : ٣٢١.
(٥) انظر الوسائل ٧ : ٣٢٣ أبواب الصوم المندوب ب ١٤ ، والبحار ٩٤ : ١١٠ ، وج ٩٥ : ٣٢١.