قسوة الموظفين وانتهاكهم للأعراض ، وسبي الأطفال والتعرض للنساء مما يسوّد وجه الإنسانية فضلا عن أنه مردود شرعا ... وما ذلك إلا لأن الجيش متغلب على القيادة ، فالطاعة مفقودة ، ولذا رأت الحكومة معارضات شديدة جدا واتفاقا على محاربة الظلم والعدوان.
وهذا العهد يمتاز بأنه لم يحصل فيه تجاوز على الاعراض ، فإن الوزير حسن باشا كبح من جماح الجيش كما أنه أراد أن يتسلط على العشائر ، وقفهم عند حدّ وبالتعبير الأصح عزم على الوقيعة بالعشائر باستخدام القوة ، والتحكم في هؤلاء ، كما قضى على نفوذ الينگچرية فلم يستطيعوا أن يقوموا بتجاوز أو تعدّ.
والفضل في ذلك كله لهذا الوزير فإنه بقدرته وشدته أسس النظام وحافظ على إدارة العراق ، وراعى الأمن داخلا وخارجا بقدر الإمكان .. وصرف القوم عن حالة اعتادها الناس وتمرنوا عليها ، فجعلوها طريق استفادتهم .. فقهر الأكثر من المتغلبة وأذلهم ...
وكذا ابنه أحمد باشا حذا حذوه وتخلل ذلك بعض ما يوجه من تنديد ولكنه قليل بالنظر لأيام الراحة ، وتلاهما من حدثت في أيامه بعض الغوائل ولم تكن عامة ، والناس في هذه الحالة اعتادوا النظام. ومشوا على خطة في إدارة المملكة لو لا أن حدث ما أزعج الوضع من حروب ايران في حالتي الضعف والقوة. فاضطرب العراق اضطرابا عظيما.
هذه النظرة السريعة تعين الوضع مجملا ، ويعدّ أصلح من سابقه بالنظر لوجهة الحكومة وإن كانت تخللته بعض أوضاع لم تكن مرضية.
ولا نقول إن هذا كاف للإصلاح بالنظر إليهم وباعتبار وجهة نظرهم بحيث يقف الأمر عنده ، أو يجب أن يلتزم إذ لم يخل من سوء الإدارة.
والملحوظ أن الدولة تريد ضبط القطر وتأمين ادارته بأي وجه كان