القرنة نحو مرحلتين ورد كتاب وقاصد من داود خان أمير البصرة ففتح واجتمع الأمراء وقرىء علنا بمحضرهم فوجد مطولا خرج به كثيرا عن الصدد فأجابه الوزير بكتاب حرر صاحب گلشن خلفا مسودته ، مؤدّاه أن قوتنا كافية لضبط البصرة وأن الدولة إنما تأخرت لاسباب حربية كانت مع الأعداء ولما كان كتابكم مبهما فالمطلوب أن توضحوا غرضكم وتفيدونا على عجل لنقوم بما أمرنا.
ثم إن الوزير أرسل هذا الكتاب مع من اعتمد عليه من الآغوات وذهب بصحبة الخان الذي أتى بالكتاب.
وفي هذه الأيام جاء من القرنة الضابط عبد الرحيم ودخل الفيلق فواجه القائد وطلب أن يرسل معتمده ليسلم إليه البلدة فعهد إلى أحد آغواته بذلك وأرسل معه المقدار الكافي من الأفراد لضبطها فتم له وأمن جند العجم الذين كانوا فيها. ومن هناك ركبوا السفن دون أن يحصل أي تعرض وساروا. وكذا أهل القرنة لم يتعرض لهم بسوء ولم يقع اعتداء على واحد منهم قام بهذه المهمة (محمد آغا الخاصكي) من ينگچرية الباب العالي ومعه ثلاث أورطات فشكر الأهلون صنيع الآغا بهم.
أما أهل البصرة فإنهم حينما سمعوا بذلك أنسوا وأبدوا الطاعة قبل أن يأتي إليهم أحد. وكان استيلاء الجيش على القرنة في ١٩ شهر رمضان سنة ١١١٢ ه فنزل الفيلق بلا حرب ولا جدال وحينئذ عيّن محمد آغا الخاصكي لمحافظتها وجعل معه ست اورطات من ينگچرية الباب العالي للحراسة.
ثم إن الآغا المرسل إلى البصرة أخبر (داود خان) بحقيقة الحال كما أن الخان المرسل منه اطلع على الأمر. وحينئذ أرسل داود خان كتابا أول فيه الكلمات وقرر لزوم تسليم المدينة فطلب المهلة للخروج منها. ولما كان في ثغر الحدود قرية يقال لها (الدورق) علم أن فيها جماعة من العجم يبلغون نحو أربعين ألفا لم يمهلوا طويلا فعبر العسكر (شط العرب) وعرفوا بأن يتداركوا أمورهم وليخلوا المدينة. وكتب إليهم