وقدمها هدية إلى السلطان لعلمه أنه اللائق بها (١). ولم يبينوا شيئا عن أخذها من المالكين الأولين.
زيارة المشاهد في سامراء :
في أواسط هذه السنة توجه الوزير لزيارة الإمامين علي الهادي وحسن العسكري في سامراء فأنعم على الفقراء والخدام. ثم ذهب يتصيد في تلك الفلوات فعاد. وغالب ما تكون أمثال هذه الزيارات مقدمة تأهب لغزو وهكذا وقع (٢).
الخزاعل وحادثة حسكة :
ثم عزم على أن يقضي على الشيخ سلمان العباس الخزعلي. قالوا كان سبب فتنة العشائر في أنحائه ، وكانت الخزاعل قليلة العدد إلا أنها اكتسبت بمهارة رئيسها الشهرة الكاملة وانقادت لها العشائر لحد أن صار رئيسها يدعي الإمارة على العرب وصاهر عشائر كثيرة فتجمعت له أعراب البادية والتفت حوله.
ولما شعر أنه في عدة كاملة سوّلت له نفسه أن يملك بغداد فاستولى على الحسكة وهي من أحسن ضياع العراق. فأقدم الوزير على حربه وساق إليه جيشا قويا وشن الغارة من بغداد في أربعة أيام وثلاث ليال. فوصل الحسكة فلم يجد له أثرا فقيل له إنه انهزم إلى السماوة. وهناك حاول أن يجمع العشائر للقتال فلم توافقه. حذروا أن يصيبهم ما أصاب بني لام فلم يبق معه إلا اتباعه فاستولى الوزير على أمواله وعياله. وحينئذ كتب إلى الأطراف يدعوها إلى العودة فعادت وتعهدت بالمحافظة على السكينة وأن لا تميل بعدها إلى شيخ الخزاعل. وضع
__________________
(١) حديقة الزوراء وقويم الفرج وكلشن خلفا ص ١٢٤ ـ ٢.
(٢) كلشن خلفا ص ١٢٤ ـ ٢.