بعض المنتفق فضربهم وفرق شملهم ، فاستولى على غنائم وافرة. وحينئذ نال الكتخدا رضا الوزير ، وهكذا قطعوا المسافات والطرق بتأنّ. واعترضتهم صعوبات بسبب وعورة المسالك ...
وفي ٢٢ منه وصل إلى ضواحي البصرة. وكان الثوار متجمعين في الشرش فمر الوزير من وسط هذا المنزل فاتخذت الجيوش (نهر عنتر) موطنا لها. أما الثوار فاحتشدوا في موقع يقال له (دكاكين).
ومن ثم تقابل الفريقان جيش الوزير وجموع المنتفق. وحينئذ صف الوزير الصفوف وحشدها وأعدها للقاء. وعين لكل وزير ممن كان معه موقفه وقابل بينهم وبين عدوهم ... فأكمل تعيينه كما اراد ثم شرع في سد النهر.
وكان جمع الأمير مغامس يبلغ نحو مائة ألف أو يزيدون. انتشروا في الصحارى والمواطن المجاورة.
جموع العرب :
إن عشائر المنتفق لا تتجاوز العشرة آلاف إلا أن النجدات توالت إليهم من كل صوب فبلغت جموعهم الكثرة الزائدة. جاءهم المدد من بغداد ومن الاحساء والحويزة وممن انتصر لهم الشيخ سلمان الخزعلي. كان مقيما عندهم من أمد بعيد ، والتحق بهم كل من آل سراج (١) ، وزبيد ، وبني خالد ، وغزية ، وميّاح ، وشمر ... ملأوا تلك السهول ، وانتشروا في ساحات البر ... وكل واحد منهم مدجج بسلاحه.
وفي هذه الأثناء تقارب الفريقان وصار يتجاول الفرسان فيمضي الواحد والواحد فتارة يكون الغلب في جهة ، وطورا في أخرى. وكانت ساحة الحرب ميدانا للابطال والشجعان ...
__________________
(١) وردت في قويم الفرج بعد الشدة بلفظ (سبراج) وهو غير صواب ويلفظ اليوم (سراي) وهم من ربيعة.