وفي ثالث العيد دعا الوزير شيوخ الجزائر. وطيّب خاطرهم ، وأكرم الجميع من الوزراء وغيرهم حسب درجاتهم ... وعين لكل مكانته ورتبته ... وأكد عليهم لزوم الطاعة ...
دام في ذلك المكان ستة أيام. ثم ذهب لزيارة الإمامين طلحة والزبير (رض) (١) ثم عاد إلى الفيلق ومن هناك قصد بغداد بعد أن تيقن أن قد تأسس النظام على الوجه المطلوب ، وحينئذ استقر والي البصرة في منصبه واشتغل في مهام أموره. وأن الأهلين فيها أثنوا على الوزير ولهجوا بذكره فحصلوا على الراحة من عناء الثورات والاضطرابات ...
مضى الوزير إلى الجزائر بجيوشه. أراد أن يؤمن الحالة بالقضاء على بعض الغوائل يوقع ببعض من هو مظنة فتنة ، ولكنهم لم يجدوا من كانوا يأملون العثور عليه وأصابهم في الطريق تعب شديد بسبب وعورة المسالك.
وفي غرة ذي القعدة وصلوا إلى (جفتاية) (٢) قرب الهور. وفي اليوم التالي مروا (ببني حسن) وكان شيخهم (عباسا) (٣) وهو امرؤ طاعن في السن وشجاع لا يجارى ثم وصلوا إلى الحلة. استراحوا فيها ليلة ثم ساروا نحو بغداد.
وحينئذ استقبلهم القوم وبينهم (يوسف عزيز المولوي) صاحب تاريخ (قويم الفرج بعد الشدة). وصل إليها في أواخر ذي القعدة لسنة ١١٢٠ ه (٤).
وفي مجموعة عندي رأيت قصيدة طويلة ناقصة من أولها يثني
__________________
(١) رحلة المنشي البغدادي ص ٩٣ وفيها ذكر مشهد الزبير (رض).
(٢) في كلشن خلفا وصلوا قرية العرجة ومنها مضوا إلى بغداد.
(٣) ولا تزال الرئاسة في اعقابه إلى اليوم ومنهم عمران السعدون.
(٤) قويم الفرج بعد الشدة وحديقة الزوراء وكلشن خلفا ص ١٢٦ ـ ٢.