ستين. تأهب الفريقان للحرب واستعدوا للقتال ولكنهم قبل الشروع في المعركة تركوا أموالهم وأولادهم ، وتفرقوا في بعض الأنهر المندرسة (العتقان) في تلك الأنحاء فلما عبر الوزير بجيشه لم يجد لهم خبرا بالرغم من تتبع آثارهم. حاول أن يلحق بهم فلم يفلح.
أما مغامس فلم يطب له المقام في كل الأصقاع فذهب إلى الحويزة فنظم الوزير الأمور خلال سبعة عشر يوما أقامها في تلك الديار. وحينئذ وصل الشيخ شبيب أيضا فنال إكرام الوزير ولطفه. ذهب إلى شفاثة (شفاثا) فعقب الفارين واستولى على إبلهم وأموالهم ونجوا بأنفسهم فنال من الوزير خلعا فاخرة وكذا الرؤساء الآخرون أنعم على كل منهم بإنعام يليق به وعلى ابن الشيخ شبيب وقدر سعيهم.
قالوا : «وإن آل قشعم من أهل النسب العريق بين العشائر. وإن رئيسهم صادق اللهجة وله خدمات تذكر له فهو منقاد لأوامر الحكومة. ولذا عادته العشائر حتى أنهم نهبوا بيته مرات. وحاولوا إهانته فاستحق من الوزير كل رعاية ...».
كان على المرام. قام بكل ما فوض إليه من المهام حبا في الاطماع والرئاسة ...
ثم عين الوزير ضابطا لناحية (الجوازر) ورجع. ولما وصل إلى شريعة (ابو عمّار) هل شهر الصيام فقطع المراحل بلا توقف. وفي اليوم السابع وصل إلى بغداد.
ولاية البصرة :
وحين وصول الوزير أخبر دولته بما تم على يده فجاءه الجواب بالشكر لسعيه وأن تكون ولاية البصرة تحت تفويضه. يعين من يراه لائقا لإدارتها أرسل إليه منشور الولاية بلا تعيين اسم.