من العثور عليه مما يوضح في محله.
هذا ثم حصلت على مجموعة خطية فيها قصائد عديدة عربية وتركية وغالب التركيات من نظم يوسف عزيز المولوي أكمل بها وقائع الوزير حسن باشا إلا أن حوادثها لم تتجاوز سنة ١١٣٠ ع. ومنها علمنا ضبط التاريخ في الشعر.
عصيان الببه (بابان):
ثم شق عصا الطاعة أمير لواء ببه (بابان) وهو (مير بكر) على ولاة شهرزور واستولى على ما حوله من البلدان والأهلين. قتل جملة من الأبرياء من أقاربه وفيهم الأطفال والصبيان فلم يأمن أحد على ما بيده ولا على نفسه وماله فدعت الضرورة إلى لزوم انقاذ الناس من شره. قام الوزير عليه ليردعه من أمثال هذه الفعلات الجائرة. ولما كان في أماكن جبلية ، صعبة المنال ، شاهقة لا يتيسر الوصول إليها. أو اجتياز عقباتها ... تأهب للمقاومة. أما الوالي فإنه لم يبال بكل هذه الصعاب وتقدم إليه غير مكترث بالأخطار والأهوال ولا العقبات غير ناظر إلى كثرة أعوانه فقابلهم وحاربهم فكان النصر حليف الوزير فلم تمنعهم القوة ولا خطورة المواقع فكانت النتيجة أن تشتت شملهم وصار أكثرهم طعم السيوف ففر الثائر. حاول انقاذ حياته دون أن يتولى أمر الحرب ...
ونصب الوزير أميرا غيره وعاد منصورا ومن غريب أمر هذا أنه بدل قيافته وجاء إلى أطراف بغداد متنكرا فعرف فألقى القبض عليه من جنود الوزير فأمر الوزير بقتله في بغداد فقتل (١). والظاهر أنه حاول الدخالة على الوزير وطلب العفو فعرف قبل أن يقدم الدخالة.
__________________
(١) الحديقة وكلشن خلفا ص ١٢٨ ـ ١.