جدده الوالي ولم يقل أصلحه بل الشعر يشير إلى أنه من عمله (١). ثم عاد إلى بغداد. استراح بضعة أيام خارج البلد. فعزم على زيارة الإمامين الحسن العسكري وعلي الهادي (رض). وفي هذه المرة أوجد الرهبة في قلوب تلك الانحاء ... تجول ثم عاد. ومن ثم ذهب البرد وأقبل فصل الربيع ...
نظم بهارية وقويم الفرج بعد الشدة :
في فصل الربيع نظم المولوي صاحب قويم الفرج (بهارية) تركية في مدح الوزير قدمها إليه وهو في بستانه الذي كان عمره سنة ١١٢١ ه. كان تاريخها (باغ حسن). وفيه تورية (بستان حسن) أو بستان الوزير حسن باشا.
وهذه البهارية راقت للوزير. وعلى هذا ونظرا للاستحسان كتب تاريخه (قويم الفرج بعد الشدة) بعد هذا التاريخ ...
ثم ختم كتابه بها. وصف الربيع والبستان وخصائل الممدوح ودعا له ولابنه احمد بك. ثم قدمه بعريضة منظومة في بيتين وأنهى المقال (٢).
ولله دره من أديب اشتهر شعره في بلاد الترك فكان يعد من أدبائهم ومن المؤسف أن لا يشيروا إلى كتابه قويم الفرج وهو من أجل الآثار التاريخية لهذا العصر في قطرنا. وإن صاحب الحديقة كان ينقل منه حرفيا ويختصر أحيانا ويحيل إليه أخرى وسماه (المؤرخ المولوي).
وقف قلم صاحب قويم الفرج عند هذا. وتوفي سنة ١١٥٣ ه وأما المصادر التاريخية عن الوقائع التالية فإنها في الغالب تعوّل على گلشن خلفا ، والحديقة وسائر المراجع المعاصرة والتواريخ الرسمية. وفي هذا العهد تكاثر المؤرخون منا. دونوا ما أمكن. وصل إلينا منها ما تمكنا
__________________
(١) ماضي النجف وحاضره ص ٥١.
(٢) لغة العرب ج ٨ ص ٥٨٨ وعشائر العراق ج ٢.