واقعة شمر :
ثم إن شمر كانوا يسكنون الجزيرة. وفي هذه المعركة تجمعوا ثانية وهم بقية سيوف الواقعة السابقة ، وضعوا أهليهم بنجوة ، وبيوتهم في أماكن بعيدة في زوايا الغابات وأقاصي البراري لتكون بمأمن من أنظار الحكومة ... وصاروا يشنون الغارات على الأطراف فشوشوا الأمن وقطعوا السبيل ...
فلما سمع الوزير بخبرهم أرسل إليهم سرية داهمتهم على حين غرة فلم يكن لهم بد من القتال ، حدثت معركة دامية فكانت نتيجتها أن دارت الدائرة على شمر وأسفرت عن نهب أموالهم فلم يروا بدا من الاذعان والطاعة فتقدم رؤساؤهم في طلب الدخالة فعفا الوزير عنهم ونصب عليهم شيخا جديدا وعين لهم محلّا للسكنى (١) ...
وهنا نرى العشائر والحكومة في حالة غزو مستمر ، الواحدة تغزو الأخرى. وهذا ما يبرهن على أن المغلوبيات السابقة كانت رسمية ، والإطراء غير حقيقي. وإنما كانت صدودا من وجه العدو بمناوشة قليلة. والملحوظ أن عشائر شمر لا تزال العودة مشهودة لها في حروبها بعد اظهار الهزيمة فيعودون إلى ما كانوا عليه ولذا يسمون (بأهل العودة). وكما يقولون أهل العادة بعد إظهار الكسرة المصطنعة (٢).
المنتفق :
وقالوا عصى محمد بن مانع أمير المنتفق في هذه السنة.
حوادث أخرى :
١ ـ الجراد أكل غلات الموصل وحدث غلاء وحمّى محرقة.
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ١٤ ، وحديقة الزوراء ص ٨٥.
(٢) دوحة الوزراء ص ١٤.