وحينئذ صال الوزير عليه مرخيا عنان فرسه قاصدا افتراسه فنهض في وجهه وتحفّز للوثوب عليه وحينئذ فر أعوان الوزير حذرا من بطشه وضاع رشدهم من هول ما رأوا ولم يبق سوى الوزير والأسد. وكل منهما يحاول قنص صاحبه ويحسب أن حملته القاضية عليه ...
فأغار الوزير عليه بقوة جأش. رماه بحربة أصابت أحشاءه حيث مرقت من تحت إبطه لكنه تجلد ووثب عليه لكن الحصان أراد أن يكفي الوزير شره فحينما وثب الأسد ليختطف الوزير رمحه على أم رأسه فكاد يقطع أنفاسه. نزل الوزير من حصانه وبقي ساكنا ليحتال على الأسد وبيده خنجره قصد أن يفري بطنه بطعنة. ولكنه طال انتظاره. وحينئذ شهر سيفه وصال عليه فلم يجد له أثرا فعلم أن الضربة نالت منه مقتلا وأردته فطلب النجاة بنفسه وهرب لشأنه ، وأن رفسة الفرس زادت في إذلاله وأوهنت قواه.
ثم إن الوزير ركب حصانه ودعا أعوانه فتراجعوا عن خجل. ويروى أنه ضربه حينما هاجمه وهو على صهوة حصانه ... ومما يحكى عن بعض أعوانه الظرفاء حينما أنحى عليه باللائمة والتأنيب أنه قال له : أيها الوزير إن أسدين تقارعا. فما شأن الكلاب في أن تدخل بينهما ، أو تتعرض بشأنهما ...! فضحك ومضت القصة ...!
وحينئذ أمر الوزير أن يطوفوا الآجام ليتحروا عن الأسد الطريح فأبصروا أنه مختف خلال الشجر ولم يقدر أن ينهض من مكانه لما ناله من ألم الحربة التي عاد لا يستطيع معها أن ينقل رجله. فقتل وسلخ اهابه وحشي تبنا وجىء به إلى بغداد.
ولما شاهد هذه الحالة بعض أهل البادية امتدحه بقصيدة عامية.
ويروى أن الوزير طارد صيدا بواسطة طير يتصيد فيه فأبعد عن