مع أحمد باشا والي بغداد. ثم ذهب إلى صحراء مغان فأعلن سلطنته في ٢٤ شوال سنة ١١٤٨ ه وبهذا انقرضت الدولة الصفوية. وبعد ذلك قصد ارضروم فاختار السلطان الوزير أحمد باشا قائدا لمقارعة الشاه فأصدر فرمانه بذلك ودعاه للمهمة بعد أن أثنى على أعماله وأعمال والده وما قاما به من الخدمات الجليلة. جهزت الدولة ما يلزم من جيوش وأمراء ومهمات وذخائر له وكان هذا الوزير مطلعا على دخائل نادر شاه ومكايده وقادرا على تحمل الخطوب الجسام ، وأهلا للنضال وخوّل أن يتصالح معه إذا رغب في الصلح ، فتوجّه بعساكره الجرارة وجحافله ... ولما وصل إلى قرب أرضروم وجد الأهلين في ارتباك فأزال عنهم الخوف وسكن من روعهم.
وجاء في تاريخ نشاطي أنه في سنة ١١٤٨ ه أودعت إليه قيادة الجيش في أرضروم ، ومنح ايالة الأناضول في ١٥ ربيع الأول وأورد نص الفرمان. فعزم على الذهاب إلى أرضروم في ٢ شهر ربيع الآخر متوجها إليها.
وفي رجب دخل أرضروم ، وشرع في عقد الصلح مع نادر شاه ، فكان عمله سمعة وسلامة (١).
رأى نادر شاه أن الدولة العثمانية اهتمت للأمر وعزمت على المقارعة وتيقن أن هذه الحروب ليس وراءها فائدة فأذاع أنه لا يزال على العهد ، وأنه لم يقصد سوى تسخير السند والهند ولم يكن له غرض في هذه الديار وإنما قصد تجديد الصلح ...
عاد السفير العثماني مبيتا غرضه المذكور فعرضت القضية على الدولة العثمانية وتمت المعاهدة في جمادى الآخرة سنة ١١٤٩ ه وفيها
__________________
(١) تاريخ نشاطي.