ولكل سفينة كبيرة موظفون لهم الوظائف من الخنكار مهيئة للحرب لكنها ربما تحمل التجار بإذن الوالي.» اه (١).
سار الوزير في أواخر السنة الماضية وحينئذ وقع الرعب في قلوب القوم. حاذر الشيخ عبد القادر (٢) على أمواله وعياله من نتائج هذه الحرب فاتخذ بعض الأماكن الحريزة الصعبة المنال واستعد للحرب وأبدى خصومة شديدة وقبل أن يشتبك الفريقان حدثت مبارزة فتجاول الابطال فيها على الانفراد فأبدى كل من الجانبين المهارة ومنتهى البسالة ...
ثم إن الفريقين اشتبكا في الحرب حتى أنهما لم يجدا مجالا إلا التناحر بالخناجر فثبت كل من الجانبين في ساحة القتال ولم يتبين الغالب فكان الهول عظيما. ثم ظهرت علائم النصر في جيش الوزير وولى العشائر الأدبار وقتل خلق كثير وفر الباقون فعقبوهم إلى أخبيتهم واغتنموا أموالهم وأسروا قسما كبيرا منهم ، وعلى هذا ورد جماعة وطلبوا الأمان وتصالحوا على أن يؤدوا الميري ومصاريف الجيش فقبلوا وأبقى كاتب الخزانة وبعض الجيش فصدر الأمر بالعودة (٣) ...
وفي أول سنة ١١٥٠ ه عاد الوزير إلى بغداد.
__________________
(١) حديقة الزوراء ص ١٤١ ـ ١. والفرقته نوع سفينة حربية وعمالها (فرقته جيه) أو كما ذكر في الحديقة.
(٢) ومما ينسب إليه (الجادرية) قلعة قديمة لا تزال آثارها باقية. ويختلط فرعا الغراف (أبو حجيرات) و(شط الأعمى) يختلطان عند (الذنابة) في جنوب قلعة سكر. وإن الجادرية تقع في جنوب الذنابة هذه كما أن (هور حافظ) منسوب إلى أحد رؤساء بني لام مما يدل على سعة سلطتهم (الاستاذ يعقوب سركيس).
(٣) دوحة الوزراء ص ٥٢ وحديقة الزوراء ص ١٤٠ ـ ١.