فطفق بنو لام يعيثون هناك ، فعلم الوزير أن ذلك كان بإغراء من رئيسهم فأرسل إليه يأمره بالقدوم إليه لأجل المحاسبة عن الميري الذي أقطعه أباه ، فلما قدم إلى بغداد سجنه في القلعة مع ابنه فكان فيها أجله (١). أراد أن يسلط العشائر بعضها على بعض ... ثم خافه فقضى عليه ...
نادر شاه والتماس الصلح :
في عام ١١٥٧ ه تجاوز نادر شاه على الحدود العثمانية من ناحية قارص لما علم من تأهبات فجرت له معارك دامية. وأن الدولة العثمانية حاولت القضاء عليه بواسطة قائدها محمد باشا الصدر الاسبق في أوائل سنة ١١٥٨ ه فتوغل هذا القائد. قارع الشاه مقارعات عنيفة. ولكن لم يفلح العثمانيون. ولم تقف الدولة العثمانية عند هذا بل لم تلبث طويلا وإنما بذلت ما استطاعت للدفاع ثانية وجهّزت جيوشا أخرى من جديد وحينئذ شعر الشاه بالخطر وصار يخشى العاقبة لا سيما وأنه رأى داخليته مختلة ، وأن خطرها أعظم. وكان يتوقع في كل لحظة حدوث ما يكره لا سيما وأنه لم يجن من كل هذه الحروب العظيمة فائدة ملموسة أو عائدة مهمة (٢).
وعلى هذا كتب كتابا إلى السلطان وكتب ابن ابنه شاه رخ ميرزا (اعتماد دولته) كتابا إلى الصدر الأعظم. وكذا رئيس علمائه ملا علي أكبر كتب إلى شيخ الإسلام. أرسلوا هذه الكتب مع أحد متميزي رجالهم (فتح علي بك التركمان) ليكون سفيرا فذهب من طريق بغداد إلى استنبول. وكتب كتابا إلى احمد باشا ليتوسط في الأمر ويبين رغبة الشاه وملتمسه ...
__________________
(١) حديقة الزوراء ص ٢٠٦ ـ ٢.
(٢) تاريخ ايران : عباس برويز ص ٧٦.