خان رئيس الديوان فذهب الكل معا في ٤ شوال إلى استنبول.
وابتنى هذا الصلح على أن يتوقى الجانبان مما يمس بكرامتهما أو أحدهما ، وأن يحمى الحجاج الايرانيون ويعاملوا كحجاج الروم ، وأن يعتنى بإيصالهم إلى مأمنهم سالمين ، وأن يعين سفراء من الجانبين لتأمين هذا الصلح وإشاعته. وأن يبدل السفراء في كل ثلاث سنوات مرة وأن يطلق أسرى الطرفين ، وأن لا يباع أحد منهم ولا يكره على البقاء من أراد الذهاب إلى وطنه وأن يكون الصلح على ما كان عليه أيام السلطان مراد الرابع وكذا الحدود وأن يلتزم محافظو الثغور الاصول القديمة فيحترسوا من الحركات المغايرة لشروط المسالمة ... كما أن الايرانيين تركوا الأحوال المحدثة أيام الصفويين مما لا يليق من سبّ وتشنيع ، وصاروا يطرون الخلفاء الراشدين بخير كسائر المسلمين ، وأن لا يطالب أحد باسم وقفة (رسوم الجواز) ، وأن يكون تجار الطرفين آمنين لا تؤخذ منهم مكوس زائدة ، ولا من الزوار. ومن تاريخ هذه المعاهدة لا تجوز حماية من فر من الجانبين ، وأن يسلم إلى دولته عند الطلب (١).
صيد ـ شمر :
في هذه السنة خرج الوزير كما هي عادته إلى الصيد نحو هور عقرقوف ، وكان معه أتباعه والشيخ بكر الحمام شيخ شمر ، فحصل في هذه الأثناء بعض التعدي ، فأراد أن يقبض على شيخهم ويشن الاغارة عليهم فبلغ بكرا هذا الخبر فهرب من بين العسكر ، وهذا هو شيخ زوبع من شمّر (٢) ، ومن ذريته خميس الضاري الرئيس المعروف اليوم.
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٨٧ ـ ١٠٤ ، والتفصيل في كتاب (تاريخ العلاقات بين ايران والعراق) وتاريخ ايران لعبد الله الرازي.
(٢) حديقة الزوراء ص ٢٠٩ ـ ٢.