والحيطة فلم يقصّر في تدبير لكن ارادة الله غالبة.
ومن جهة أخرى إن الشاه لم يقف عند حدود ذلك التدبير ، وإنما رأى أشراف ايران وأكابر أغنيائها العضد الوحيد في توليد الاضطراب والثورة فاختط خطة تدميرهم الواحد بعد الآخر لأدنى سبب أو بلا سبب وانتهب أموال الاغنياء بحيث صاروا لا يملكون شروى نقير كما أنه قتّل فيهم ونكّل وأقصى ... وهكذا فعل ..
ظهرت المعارضات له من كثيرين شرعوا في التمرد عليه. ويئسوا من حالتهم فخافوا بطشه وطال لسانهم وفي الخفاء شرارة تذكو وتلتهب ، فتعاهدوا على قتله. فكانوا يترقبون الفرصة ويتطلبون الوقت الموعود. وشعر بالخطر ، فاتخذ التدابير.
أقدم أمراء العجم على قتله قبل أن يقضي عليهم. نالهم اليأس فاستحقروا الحياة.
وفي ليلة ١١ جمادى الثانية (١) غدروا به في ساعة نومه وقتلوه ثم حزوا رأسه وأخذوا ما لديه من المجوهرات والنفائس وأرسلوها إلى علي قولي خان.
وفي اليوم التالي شاع خبر وفاته فانفصل جيش الافغان والاوزبك عن عسكر العجم. حدث قتال بينهما فانسحب الاوزبك والأفغان وانتهبوا ما تمكنوا عليه من دواب ومواش وسلكوا طريق المشهد ، وإن عساكر العجم استولوا على خزانته وقوضوا الخيام وتوجهوا نحو علي قولي خان.
وفي هذا اليوم قتل العسكر (نظر علي خان) من كبار رجال الشاه وانتبهوا أموال كل من (معير خان) و(ملا باشي) اللذين لاذا بالفرار بأنفسهما.
__________________
(١) تاريخ الزندية ـ عبد الكريم علي ضياء الشيرازي ص ٢ وتواريخ عديدة.