يتربص لنا بضرر؟ ... وكأنه يريد أن يتخلق بأخلاق المرحوم أحمد باشا! ، إن لم ينزجر قطّعنا أوداجه ...! فمن يكون هذا حتى يروم هذا المرام؟ فأرسل إليهم الذبائح كما هي العادة بينهم عند ارادة الصلح فأبوا وقالوا لا بد لنا من اخراجه فعاد الحرب بينهم سجالا ثم كسرهم وفرقهم فصالحوا عن ذلة وسالموا ...!
والظاهر أنه لم يعمل بسوى المرسوم فلم ينجح. وهنا لم يعين حزب الوالي. ثم إنهم عادوا فتعاهدوا وأقسموا أنهم لا ينفكون عن قتاله إلى أن يخرج ...
ولذا جمع الوالي في تلك الليلة أعوانه وجعلهم في دار الحكومة وملأ جامع السراي (١) أيضا بالعسكر ليأمن الغائلة فظن أن ذلك عين الصواب.
ثم إن الينگچرية لم يتعرضوا فلما أصبح الصباح تأهب للطوارىء فأشار عليه البعض أن يأخذ (القلعة الداخلية) بأمل أن يتسلط عليهم. أرسل مائة رجل بزيهم ليدخلوا القلعة وليقوموا بالعمل فكانت النتيجة أن عرف الغرض وغلقت أبواب القلعة وعرفت المكيدة فأطلقت في وجوههم النيران. ومن ثم ابتدأت الفتنة من جديد وعادت الحرب جذعة ...
وحينئذ تجمع الينگچرية وأوقعوا برجال الوزير وأحرجوهم على الحصار في دار الحكومة ودام القتال ثلاثة أيام. تسلطت خلالها مدافع الينگچرية من القلعة ومن الأسواق على دار الحكومة فدمرتها.
وحينئذ أرسل الوزير إليهم يطلب الصلح بالشروط التي يوافقون عليها فلم يقبلوا إلا أن يخرج فأعاد الرسول إليهم راضيا بالخروج
__________________
(١) هو جامع حسن باشا.