بغداد وهي بيت القصيد. وتعهد بجميع الخدمات المطلوبة منه راجيا تلبية مراده. واستخدم جماعات فقاموا بكل ما يلزم من وسائل (١).
حرب سليمان باشا :
قالوا : إن مصطفى بك الميراخور برأ ساحة سليمان باشا مما نسب إليه وخطأ الوالي محمد باشا. شاع خبر ذلك فعلم محمد باشا بالأمر فبقي في اضطراب وحاول الخروج من هذا المأزق الحرج فلاحظ أن كتاب مصطفى بك لو وصل قبل أن يقهر سليمان باشا لكان من المحقق أن يتغير رأي الدولة فيه. فتغير السلطان عليه فعزله ووجه الولاية إلى سليمان باشا فجهز كتخداه محمد باشا بكافة جيوشه قبل أن ينتظر ورود القوى إليه. جعله قائدا وسيره إلى سليمان باشا للوقيعة به ... فكانت هذه الحركة خلاف رغبة السلطان. وكان قصده كسر جيش سليمان باشا والانتصار عليه. فتقدم الجيش والتقى الفريقان في محل قريب من الحلة إلا أن سليمان باشا تمكن من اتخاذ بعض التدابير الناجعة فمال إليه فريق من اللوند ومن الصنوف الأخرى من جيش محمد باشا ...
هاجم البقية الباقية وحمل عليها حملة صادقة فتيسر له التغلب. وانتصر انتصارا باهرا ...
وحينما تحرك من الحسكة وتوجه إلى الانحاء الأخرى كان ضابط الحسكة آنئذ علي آغا (٢) فاستصحبه معه ووجه إليه منصب الكتخدائية ، وسيره أمامه لإجراء بعض المصالح في الحلة ، وكان الكتخدا محمد باشا مع جيشه في الحلة فاتخذوا ذلك فرصة وألقوا القبض فأرسله القائد إلى بغداد. فلما وصل حبسه الوالي.
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ١٢٣.
(٢) هذا هو علي باشا الوزير الذي خلف سليمان باشا.