العرجاء (العرجة). وهذه الطائفة من الجيش حينما وصل إليها فرّ بعض رجالها من وجهه لما رأوا أنه يخشى أن يعاقبهم بما بدا منهم من تقصير ، وأنهم محل التهمة فتفرقوا وانهزم أكابرهم ، لما علموا أن سوف ينتقم منهم (١).
وفي تاريخ السلحدار بين أن الجيش فرّ من الوزير وذهب إلى بغداد قبله ولم يدعه يدخل المدينة فاضطر إلى مقابلته ، واحتمى بجانب الكرخ (قلعة الطيور) ووصلت الأخبار إلى استنبول فعلم السلطان بذلك فعزله (٢).
وهذا الحادث صار سبب حصول حسين باشا على مرغوبه وعودته إلى مملكته لقلة تدبيره ونظره في العواقب عاد حسين باشا إلى محل ولايته وقام بشؤون الإدارة وعلى كل أراد الوزير أن يستفيد من الخلاف الأول فساء رأيه وخسر مكانته (٣).
وجاء في تاريخ الغرابي :
«وفي سنة ١٠٦٤ ه سافر مرتضى باشا والي بغداد وصحب معه فتحي بك وأحمد آغا أولاد سياب باشا (أفراسياب) لأخذ البصرة من يد حسين باشا بن علي باشا وتسليمها إلى عمه أحمد آغا. فلما وصلوا إلى البصرة ورأى حسين باشا أهلها يريدون أحمد آغا خرج منها ودخلها مرتضى باشا والعسكر وقعدوا فيها ثلاثة عشر يوما فسوّل له بعض الرؤساء أن يقتل فتحي بك وأحمد آغا ويقيم في البصرة ، فقتلهما فسمع الرعايا بتلك الأطراف ، فقاموا عليه فهرب مرتضى باشا وقتل جانب من العسكر ، فأرسل الأهلون إلى حسين باشا بهذا الخبر وطلبوا أن يعود
__________________
(١) كلشن خلفا ص ٨٦ ـ ١.
(٢) تاريخ السلحدار ج ١ ص ١٧.
(٣) كلشن خلفا ص ٨٤ ـ ١ ، وتاريخ نعيما ج ٦ ص ١١٢.