وهذا الدرويش كان من الملامتية. لم يخل من ابداء بعض ما يعنف عليه. ولكنه كان فذا في تسخير قلوب الناس وجذبها إليه. وحالة كونه لابسا خرقة الدروشة كان يبذل للفقراء الدراهم والدنانير بسخاء حاتمي. أكثر الناس من التقول عليه بأنه لا يبالي (خراباتي) والله أعلم بحقيقة الحال (١).
ويلاحظ هنا أن أمثال هذه الخزعبلات لا تروّج سوق هؤلاء المتصوفة ، ودعاة الباطل ممن يرتكب المنكرات بداعي أنه ملامتي ويتظاهر بالقبائح زاعما أنه يتستر فيما بينه وبين الله تعالى ... وفي هذا مخالفة ظاهرة للكتاب والأحاديث الصحيحة ، ومعاكسة بوقاحة للمأمورات والمنهيات. فالمجاهرة بسوء الأعمال مما يشجع أصحاب القلوب الضعيفة وذوي النفوس الشريرة فيكونون قدوة الباطل ، وسوء الأمثولة ...
والملامتية طريقة معروفة من زمن بعيد جدا يتظاهر الواحد منهم بما يلام عليه من أعمال مخالفة للشرع. وفي الباطن يعمل ... الصلاح ، (كذا) قالوا ... ولم تؤسس طريقة عندنا بهذا الاسم في هذا العهد بل ظهر مثل هذا الدرويش من المولوية وزعم مزاعم لا يقرها الشرع ...! فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من مهمات الإسلام.
صفات الوزير :
وهذا الوزير مشهور بالفروسية والشجاعة وله رغبة في الصيد. يقضي أكثر أوقاته في الصحارى والفلوات متجولا فلا يرى وحشة.
__________________
(١) كلشن خلفا ص ٨٦ ـ ٢.