بالعمل وأن يوفق بين مصاريف بغداد ودخلها ويرفع عنها ما أصابها من اعتلال وأن يؤدي من ضرائب بغداد مائة كيس من الاقجات (١) سنويا يقدمها للدولة تعرف هذه ب (ارسالية) مع ألفي رطل من البارود ترسل إلى استنبول. كان طلب من حكومته أن تمنحه المنصب بهذه الشروط فوافقت.
ولي زمام الإدارة في بغداد. ولم يدخلها في أول وروده وإنما نزل بقرب فيلق الوالي السابق على حين غرة فولّد هيبة ... وحينئذ اتخذ المحاسبة عن خزانة بغداد وسيلة فأبدى أنه تبين للخزانة بذمّة الوالي أكثر من ستمائة كيس من الأقجات فصار يطالب بها وضيّق عليه الخناق من أجلها ومن ثمّ لجأ الوزير السابق إلى طريق الاستشفاع والالتماس منه فإنه كان منفورا من الصدر الأعظم محمد باشا الكوپر يلي فعفا حينئذ عن مائة كيس وحوله بمبالغ مقابل رهان مقبوضة والباقي جعله دينا إلى أجل.
وحينئذ دخل الوزير الجديد المدينة. وتطييبا لخاطر هذا الوزير وإزالة ما مضى دعاه إلى الضيافة وأعطاه خمسة عشر كيسا من النقود الكاملة العيار وثلاثة من البغال للركوب من نوع رهوان (رهوار). وأنعم عليه ب (فرجيّة سمّور) وأعطى لكل من أخيه وولده خنجرا مرصعا هدية لهما. ولكن هذا لم يكن الدواء الشافي لما جرحه به.
وهذا الوزير لم ير بدا من قبول هديته وتبرئة ساحته.
نهر دجيل :
ثم إن الوزير مرتضى باشا تولى الحكم بإجلال وعظمة واستقلال ، وأصدر أوامره إلى النواحي والقرى بتوليه الوزارة وجمّع الأهلين في نهر
__________________
(١) تاريخ العراق بين احتلالين ج ٤.