الدولة إلا أنه أضر بالأمة. حملها ما لم تطق. وقدرة الوالي يجب أن تصرف إلى أخذ المقرر من الضرائب دون أن يحدث ضرائب جديدة.
بدعة أخرى :
قرر أيضا على بغداد (معتادا) فيما يرسل من التحف الملوكية لرجال الحل والعقد في مركز الدولة وقرّر الانعامات لمن يأتي ويعود. ولم تزل الولاة مكلفين بهذه التكاليف حتى أواخر عهد المماليك.
إن هذا الوزير أبرز قدرة وأبدى مهارة في الإصلاح إلا أنه بعمله هذا أضرّ كثيرا إذ بلغ الناس من الضعف الغاية بل نرى الضرائب تتزايد وتتجدد متواليا فلم يفكر الولاة إلا في خاصة أنفسهم وإرضاء دولتهم.
سعر النقود :
كان القرش الواحد في خزانة بغداد يعتبر ثمانين آقچة. فأبلغ في هذه السنة بفرمان إلى تسعين وهذا تدبير آخر من هذا الوالي ، زاد على كل قرش بارة فكان ذلك منحة للموظفين ومصيبة على الرعية فيما يجبى منهم.
لهو وسفاهة :
ثم إنه مال إلى أمور لا تليق بشأن الوزارة رغّب في أمور تأباها النفوس. ولم تكفه المجالس الخاصة داخل المدينة. وإنما اتخذ خياما في الصحراء يقيم فيها الضيافات مفتوحة للعام والخاص يتعاطى فيها الرذائل ويزين مجالسه بالمغنّيات وسائر أمور اللهو.
والحاصل أن ما يستحسن منه أقل بقليل مما يسوء. جمع أموالا موفورة وخزائن غير محصورة فصار يضاهي الملوك في خدمه وحشمه وجيشه بحيث بلغ غاية الأبهة.