حاكم العمادية (١) ولم يوافق على القيام بما عهد إليه وحينئذ لم يرض سائر من معه بأفعاله هذه فانفصلوا عنه وكذلك تركته العساكر التي كانت معه فألقى الأكراد القبض عليه واستولوا على أمواله. وبفرمان من السلطان أمر والي ديار بكر محمد باشا الكرجي فتمكن من قتله وقتل بعض أتباعه وأرسل رؤوسهم إلى استنبول (٢).
وفي قصص هذا الوزير عبرة ، نال حظا وافرا من الحياة الدنيا ثم أصابته هذه النكبة فذل.
حكومة الوزير مصطفى باشا القنبور :
هذا الوزير شيخ وقور. يدعى بمصطفى باشا القنبور (الأحدب). كان آغا الينگچرية فأنعم عليه السلطان بولاية بغداد. وفي أيام السلطان مراد نال منصب چورباجي في بغداد. قضى بها مدة. ثم صار (آغا بغداد) وفي هذه المرة ولي الوزارة. كان واليا جليلا محترما ، تعرف لدى الأهلين وألفوه لما سبق له من معرفة بهم. وإن منصب آغا الينگچرية عهد به إلى صالح آغا رئيس العرفاء (٣).
إلغاء ضرائب :
هذا الوزير رفع ما تمكن من رفعه من بدع فأبطل الأمور التي لم تكن لائقة. ولم يكسر خاطر أحد. كانت تؤخذ من الأهلين دراهم بيتية أو مصاريف المضيف. تستوفى كمورد رزق للكتخدا وللمختارين ورؤساء
__________________
(١) تاريخ راشد ج ١ ص ٢٤ ـ ٢٥ ، وكلشن خلفا ص ٩٢ ـ ٢. ورد سيد خان وصوابه سيدي خان.
(٢) أوليا جلبي ج ٤ ص ٤١٠.
(٣) كلشن خلفا ص ٩٢ ـ ١ وتاريخ راشد ج ١ ص ٢٣.